خيبة هذا الموقف من مصر..
خيبة أن تخسر دولة صديقة من أجل رجل مهرِّب..
خيبة أن تمتد فوضى المشاعر، والأفكار، والمواقف في ضوء الحالة غير المستقرة فيها، لتأتي على خضرة علاقة عريقة فتشعل فيها النار..
خسارة يا مصر..
وأي خسارة، ونبض الفرد في هذه البلاد ما فتئ يخفق مع كل وخزة ألم فيك.., ورفيف حلم لك.., وتطلع أمل في استقرارك..
خيبة والطائرات حتى في أحلك أيامك لم تكن تفتأ تقل من هنا إليك قلوباً تحبك.. وأصدقاء ينيخون في دورك..
خسارة أن تضيع قيم العلاقة الوطيدة من أجل مواطن لك، يحمل السموم لمن يهبك الأمان..
أي خيبات هذه وربيعك لم يحن بعد، ففتحت فوهة على جحيم تباشيره..
مصر الكبيرة، الحكيمة، الراسخة في علاقاتها، العارفة في قيم التعامل مع جيرانها، ما الذي حدث لها، ففزعت للمخطئ، وأطلقت عنان مبغضيها على الملأ يقوّضون ما بينها وبين جدر العلاقة وسندها..؟
ما الذي سيقوله قادتها للرأي العام حين محك..؟
وما الآتي من التوقعات عنهم..؟
ومصر أول ما صنعت في مرحلتها أن قدّمت لنفسها خسارة كبيرة، وهي تقوّض ما بين البلدين من تقدير قانون، وتوقير مصداقية,..
بعيداً عن السياسة، فإن غالبية الناس في البلدين مستاءون من فرط التفريط في علاقة مصر بدولة مثل هذه البلاد..
إذ لا مساومة على الأمن، ولا على السلامة من مغبات السموم التي حملها رجل ,كان القشة التي قصمت بها مصر ظهر الجسر..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855