|
دبي - عبدالرحمن العصيمي:
ضمن مشاركة جمهورية مصر العربية في ملتقى السياحة والسفر العربي والمقام في دبي هذه الأيام، التقت الجزيرة بوزير السياحة المصري السيد منير فخري عبدالنور والذي أوضح العديد من النقاط حول التوتر الحاصل حالياً بين المملكة العربية السعودية ودولة مصر، بالإضافة إلى حديثه حول قطاع السياحة في مصر وما يواجهه من صعوبات وتحديات في الفترة القادمة، وكانت لغة الأرقام حاضرة في حديث معاليه الذي أكد على أن السياحة المصرية قادمة وبقوة رغم كل الأزمات.. هذه التفاصيل وغيرها تجدونها في اللقاء التالي:
ما هي نسبة تعافي قطاع السياحة في مصر خصوصاً بعد ثورة 25 يناير؟
- مقارنةً بعام 2011 انخفض عدد السائحين بنسبة 33%، ولو قارنت من ناحية عدد الليالي السياحية ستجد كذلك انخفاض بنسبة 22%، وحتى الدخل العام السياحي انخفض بنسبة 29 %. أما فيما يخص الربع الأول من عام 2012 فقد ارتفع نسبة السيّاح 32 % مقارنةً بـ 2011، وهذا دليل على التعافي والنمو في دخل ومضمون السياحة المصرية.
التقيتم معالي الوزير بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة والآثار ضمن فعاليات ملتقى السفر والسياحة 2012 المقام في دبي، أطلعنا على أبرز ما تم التحدث به خلال هذا اللقاء؟
- تربطني علاقة محبة وود بصاحب السمو الأمير سلطان، وزرته بالرياض منذ مدة، والتقيت به في مؤتمر وزراء السياحة العرب في العقبة في الأردن، وفي كل مرة التقي به يزيد هذا الود ويكون المناخ مليئا بالمحبة والخير.
يجرني حديثكم هذا معالي الوزير لأسألك عن رأيك فيما يحدث حالياً من توتر في العلاقة السعودية المصرية وعن ما تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية في القاهرة، تعليقكم؟
- ما حدث كان مؤسفاً للغاية، وهو من قلة قليلة لا تمثل الشعب المصري وهي تصرفات غير مسؤولة وتسيء وتهدد العلاقات الأزلية بين البلدين الشقيقين، وأنا متأكد بأن هذه سحابة صيف ستنقشع عما قريب، ونحن في مصر حريصون أشد الحرص على استمرار ونمو هذه العلاقة الجيدة، لأن أواصر الترابط التي تجمعنا بالقيادة والشعب السعودييْن هي أواصر دم وأخوة وتاريخ، وهناك مصالح مشتركة بيننا تجمعنا بدلاً من أن تفرقنا.
أنا أعتقد أن حل هذه المشكلة وأية مشكلة لا بد أن تكون من خلال سيادة القانون واحترام أحكامه، ولا بد أن يسود القانون ويُطبق على المصريين والسعوديين دون تفرقة.
البعض يردد بأن الإعلام المصري هو من أضرم النار وكان سبباً في توتر العلاقة بين الدولتين؟
- لا أعتقد ذلك، السبب هو انتشار معلومات مغلوطة عن قضية الجيزاوي وهناك أناس نشروا مثل هذه الأخبار الغير صحيحة، من أجل ذلك أقول إنه لا بد أن يسود القانون وتتجلى الحقيقة، وإذا كان الجيزاوي مخطئاً لا بد من معاقبته، وليس الجيزاوي وحسب، أي شخص يخطئ لا بد أن يأخذ القانون مجراه الطبيعي.
ما هي خطة معاليكم حول تنمية السياحة في مصر خلال الفترة القادمة، خصوصاً أنكم صرحتم قبل أيام قليلة أنكم تنوون العودة لنتائج عام 2010 من خلال العوائد السياحية؟
- مصر لديها خطة للنهوض بالسياحة ومضاعفة عدد السيّاح القادمين لمصر حتى عام 2017، لنصل إلى 30 مليون سائح يدخلون لمصر سنوياً، هذه الخطة تهدف لبناء البنية الأساسية للفنادق السياحية والمنتجعات القادرة على استقبال مثل هذا العدد. لدينا مشروعات لتطوير سعة المطارات والموانئ والمراسي التي نسعى لجعلها قادرة على استقبال أية عدد من السياح، وهناك عدد كبير من المستثمرين السعوديين ينفذون استثماراتهم وفق هذه الخطة ووفق التوزيع الجغرافي المرصود لها، ويحضرني الآن رجل الأعمال السعودي الشيخ الشربتلي الذي رصد مليار دولار لتنفيذ مشروع سياحي رائد في الشرق الأوسط في مدينة نبع شمال غرب شرم الشيخ، وأعجبت بشدة بهذا المشروع الذي سيخدم جميع الأطراف مستقبلاً.
هدد بعض النواب السلفيين في البرلمان المصري بأنهم سيغيرون ملامح السياحة المصرية وسيجعلونها تتوافق مع الشريعة الإسلامية - على حد تعبيرهم -، هل يرى معاليكم هذه التهديدات بعين الجدية؟ خصوصاً أن هناك إسلاميين رشحوا أنفسهم لرئاسة مصر؟
- لا أعتقد ذلك، لأن هذه التصريحات من النواب الإسلاميين خرجت دون علم أو دراسة، وعندما التقى هؤلاء النواب بقادة السياحة في مصر وخصوصاً برؤساء الغرف السياحية في مصر غيروا وجهات نظرهم القديمة، لأن السياحة في مصر تمثل 11.3% من الناتج القومي لمصر، وهناك 4 ملايين مصري يعملون في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب أن دخل السياحة ثاني أكبر دخل للناتج القومي، وفي ظل القدرة على النمو والنهوض بهذا القطاع لا أعتقد أن هؤلاء النواب سيقومون بأي تصرف يضر بسياحة مصر. أريد أن أذكر الجميع بأن السياحة في مصر جلبت 12 مليار دولار لمصر في عام 2010، ونريد أن نصل في الأعوام القادمة لـ 25 مليار دولار، فليعطوني هؤلاء بديلاً عن هذا الدخل المهم إذا كانوا يريدون إلغاء السياحة في مصر!
هل سنرى معاليكم في تشكيلة الحكومة القادمة بعد اختيار رئيس لجمهورية مصر؟؟
- هذه الخطوة متوقفة على شكل الحكومة القادمة، فإذا كانت الحكومة الجديدة تتوافق مع سياساتي وتوجهاتي فأستمر بكل صدر رحب، أما إذا كانت الحكومة تختلف عن قناعاتي فلن أستطيع الاستمرار، لأني في النهاية لا أستطيع العمل في جو مليء بالخلاف وعدم التوافق، أنا لا أدعّي احتكار الحقيقة، ربما يأتي من هو أفضل مني، لكني أريد أن أعمل للناس وأخدم وطني بالشكل الذي يليق به.
كلمة أخيرة يقولها معاليكم للمواطن والسائح السعودي؟
- أقول لأخي المواطن السعودي: مصر لا تزال بخير، والأمن في مصر في كامل عافيته، الإعلام لدينا يركز فقط على الحراك السياسي وعلى ميدان التحرير وما حوله، وهناك مدن مصرية كثيرة الأمن فيها مستتب والسياحة فيها رائعة، كشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وغيرها، ومصر ترحب بأشقائها العرب في أي مكان وأي وقت، وستظل مصر الدولة العربية التي تفتح صدرها لكل الناس باختلاف أجناسهم. وأشكر صحيفة الجزيرة على إتاحة هذه الفرصة، فالجزيرة تظل رائدة في طرحها الإعلامي المتميز.