حين كتبت قبل عدة أشهر أن نجدة أنزور رجل (مجاز) دجال ونصاب، وأنزلته منزله (الحقير)، هاج وماج وأرعد وأزبد وحاول التواصل معي لكنني عاملته بما يليق به. اليوم أكرر ما قلته سابقاً، لكنني أزيد أنه ازداد مرضاً إلى مرضه، ولا مانع عندي أن أصفه اليوم بـ(الكلب العقور)، الذي ينبح اليوم على اليد التي امتدت له لتحوّله من مخرج يتصيد (المنتظرات) من الملاهي الليلة، وهي معلومة لا أسوقها اليوم من بنات أفكاري، بل هي معلومة يعرفها كل صنّاع الدراما السورية عنه.
نجدة أنزور لم يعجبني من أول يوم التقيته، وهو اليوم يريد أن يجد لنفسه مكاناً بمحاولته إثبات نقمته على أهل الخليج بشتم السعودية من منبر السينما فيلمه (ملك الرمال)، لكن لا عجب أن يمارس علينا ألاعيبه لأنه لم يكن يوماً سوى أداة قذرة للشيطان.. والحمد لله أن ممارساته كُشفت فطرد شرّ طردة.
نجدة أنزور أعرفه جيداً وأعرف مقربين منه، حيث يتبع قاعدة (اليوم خمر وغداً أمر).. بمعنى أن لا هوية له، ولا قاعدة يتبعها، هو رجل فارغ لا يملك إلا مرضاً في جمجمته الكسيحة اسمه الـ(أنا).. أكثر ما يمتع نجدة أنزور هو أن تشتمه وتُلقمه الحذاء حتى يشعر بالتخمة، لأنه اعتاد على ذلك منذ الصغر؛ وقد قال لي ذات مرة إن أحداثاً -مرّت به وهو صغير- تلاحقه وتؤثر على تصرفاته، وسببت له صراعاً مع فنانين ومنتجين.
لم يكن نجدة أنزور همّاً لي في يوم من الأيام، ولا أود استعادة أحاديثه عن السعودية التي كان يراها منارة للدنيا، ورغم أنفه هي كذلك، لكن رأيه سلباً أو إيجاباً لا يهمنا.. الذي يهمني الآن هو تعريته ووضعه في مكانه اللائق، لأن أمثاله أكلوا من الخليج حتى ذهب عقلهم، فطفقوا يشتمونه ليل نهار.. الجميل في الأمر أننا نتعلم بسرعة فيما بعض الإخوة العرب ما زالوا مراوحين في أماكنهم يندبون حظهم العاثر ويلطمون خدودهم البالية، ملتحفين بقمصانهم السوداء المهترئة.
رغم أنف نجدة أنزور ومن شايعه أننا مملكة بُنيت في الصحراء، لكننا لم نكن يوماً (إراجوزاً) يتنقل من بلد إلى آخر ليلعق حذاء هذا ويد ذاك، جاؤوا بك يا نجدة ثم طردوك فلا تحزن لأنك ولدت هكذا.. وستموت.
m.alqahtani@al-jazirah.com.satwitter: @mohadqahtani