اطلعت على جريدة الجزيرة يوم الجمعة 14-5-1433هـ، رقم العدد 14435، رقم الصفحة 33 على مقال بعنوان (نظارة الوقف.. مسؤولية وأمانة) للأستاذ سلمان بن محمد العُمري، وأشكره على تناوله هذا الموضوع المهم خصوصاً، وعلى أطروحاته عموماً في تناوله لكثير من القضايا الدعوية والاجتماعية المهمة. وأعني هنا؛ موضوع الأوقاف والسبيل إلى تنميتها وفق الوجهة الصحيحة للأوقاف.
والوقف من الأعمال الصالحات؛ فهو صدقة جارية ممتدة إلى يوم القيامة، كما جاء الحديث النبوي في هذا.
وموضوع الوقف مهم جداً، ولا أبالغ إذا قلت بأن العالم بأجمعه يقوم على مشاريع خاصة وعامة، وهي أوقاف، قام أصحابها بالتبرع بها إلى جهات ومؤسسات ومرافق أهلية وحكومية، وتقدر بعشرات ومئات الملايين من الأموال وأكثر.
ونخص حديثنا في مجتمعنا في المملكة العربية السعودية، هذا البلد المبارك، والذي تسابقت فيه سبل الخير والبر والمعروف (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وهناك هيئة عامة عليا وفروع في كل مناطق المملكة تعنى بأمور الأوقاف، والتغلب على عوائق ومشكلات الأوقاف وإيجاد الحلول الشرعية المناسبة لها.
فقد أحسن الأستاذ سلمان العُمري - صنعاً في تأليفه لكتاب بعنوان: (ثقافة الوقف في المجتمع السعودي بين التقليد ومتطلبات العصر). حيث يهدف الكتاب إلى توسيع مفهوم الوقف لدى عامة الناس وتغيير ثقافتهم وتصوراتهم عن الوقف.. وما يمكن أن يقدمه مستقبلاً في كافة مجالات الحياة الاجتماعية للمسلمين، وتطرق في فصول الكتاب إلى تشخيص دقيق إلى كثير من أنواع الأوقاف المعاصرة، والتأكيد دوماً على التفكير الجاد في الثروة الوقفية.. ولا سيما في المجتمع السعودي.
وأورد - العُمري - جملة من المشكلات الواقعية في الوقف، وذكر حلولاً عملية ومقترحات وجيهة في تنمية الأوقاف والمحافظة عليها بصورة صحيحة، واقترح في ختام الكتاب: صيغة وقفية مبتكرة. ولتكون بهذا رافداً اقتصادياً واجتماعياً ومساهماً تنموياً في نهضة المجتمع.
ولا شك أن الأوقاف باب من أبواب البر التي حرص الآباء والأجداد على جريان الأعمال الصالحة لهم بعد موتهم، فأجروها على أولادهم ليقوموا بتنميتها والإشراف عليها، ولربما حصل تفريط وقصور..، ولكن لا يصح إقرار خطأ، ولا سيما تجاه الآباء والأجداد - رحمهم الله - فيما أوقفوه من ممتلكات بأن تهمل وتترك، فضلاً أن ينهبها الورثة ويسلبونها..! وهذا أمر محرم.
وأؤكد على أهمية تقوى الله تعالى في رعاية الأوقاف والإسهام البناء في تفعيل مصالحها وتوعية المجتمع بها، ومواكبة المتغيرات وتباين الاحتياجات زماناً ومكاناً. والله الموفق.
- د. عبداللطيف بن إبراهيم الحسين