لقد أنشئت المعاهد العلمية بالمملكة متزامنة مع بداية التأسيس لهذا الكيان الكبير, وأصبحت مع تقادم الأيام نواة صالحة ونبتة طيبة لمؤسسة علمية عظيمة، آتت أكلها في كل حين, خرجت أجيالاً وأجيالاً من الرجال المخلصين لدينهم ووطنهم, منهم العلماء والقضاة والوزراء والأساتذة؛ أعني بها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, ذلك الصرح العلمي الذي يقف له الجميع تبجيلاً واحتراماً, المعاهد العلمية كانت الممول الرئيس لهذه الجامعة ولا تزال, وإن تلاشى ذلك بعض الشيء في خضم التوسع في القبول من المدارس الأخرى- مع احتفاظ الجامعة بهويتها وأهمية مخرجات هذه المعاهد- وهذا أمر طبيعي لا مشاحة فيه، وقد كتبت في هذه الجريدة الغراء في العدد رقم 13897وتاريخ 8-11-1431هـ مقالاً بعنوان (المعاهد العلمية للبنات) قلت فيه: إن القبول في هذه المعاهد اقتصر على البنين دون البنات, ولم أستوعب هذه القسمة الضيزى بعد! وتساءلت حينها، لماذا قصر القبول فيه على البنين دون البنات وهن شقائق الرجال، وليس ثمة محاذير شرعية أو منطقية -في ظني- تذكر، تحول دون فتح المجال، لافتتاح معاهد علمية للبنات في المملكة, خاصة وأنه يوجد لهن مدارس لتحفيظ القرآن الكريم وإقبالهن عليها كبير، إلى آخر ما ذكرته من أسباب ومبررات، تستوجب منحهن هذا الحق، مقالي هنا ليس لذات الموضوع، لكنه مع إشكالية أخرى برزت على السطح، وأظن أن المسئولين في الجامعة، متنبهون لها، ولاسيما معالي رئيسها النشط الدكتور سليمان أبا الخيل، أساس المشكلة تكمن في خلو أحياء شمال الرياض من معهد علمي، وحصر الموجود في الجنوب والوسط،حرم جامعة الإمام مؤهلا ومهيأ بالتمام والكمال لأن يحوي معهداً يكون لأحياء الشمال، ناهيك عن أبناء أعضاء هيئة التدريس الجامعة، أجزم أن الوقت قد حان لتحقيق هكذا مطلب؛ ولاسيما في هذا العصر النهضوي الذي نعيشه في هذا العهد الزاهر،جامعة الإمام تعيش عصراً ذهبياً غير مسبوق, في ظل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة, وفي ظل ما تشهده حالياً من جهود كبيرة يضطلع بها قائد ربانها, الذي استطاع بحنكته ووسطيته وأمانته؛ أن ينقلها إلى برالأمان، وفق توجيهات القيادة الرشيدة, أقترح على معاليه؛ دراسة موضوع افتتاح معهد علمي داخل حرم الجامعة, هذا المقترح من شأنه أن يقضي على معاناة الكثيرين الذين يتوقون إلى إلحاق أبنائهم في هذه المحاضن الشرعية، المعاهد العلمية لا يمكن بأي حال من الأحوال الستغناء عنها في دولة تحكم شرع الله المطهر، وبالتالي فإنه من الأهمية بمكان زيادة جرعات الاهتمام بهذه المعاهد العلمية،كيف لا! والجميع شاهد على مخرجاتها، واهتمام القيادة بشأن مرفق القضاء والمؤسسات الدينية بأجملها، التي هي بحاجة مطردة لخريجي هذه المعاهد العلمية المتسلحين بالعلوم الشرعية، باعتبارها الممول الرئيس لها دون جدال... ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com