من واجب المسلم أن يقول كلمة الحق التي ترضي الباري المصور جل وعلا وتنفع عباده: لأن كلمة الحق تمثل الخير وبها يحصل الإنسان على فضيلة إيجابية معناها الصدق والجهر بالحق.
والدين الحنيف بسماحته حث على قول كلمة الحق بغير تردد لأن لهذه الكلمة مكانة عالية وقيمة معنوية كبيرة! ونبينا الكريم- صلى الله الله عليه وسلم- أدان الصمت عند الجور على الحق فقال من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس؟؟
والإنسان العاقل الواعي يعرف متىيجب أن يتكلم ومتى يجاز له الصمت، وهو يدرك أن من سكت عن الحق ليس له سلامة ما دام قادراً على الجهر به ويؤمن أن الإسلام يحرم السكوت على منكر ويثبت إن كتم الشهادة بالحق أثم القلب وهو أفدح أنواع الإثم.
صحيح إن للصمت فوائد ولكن في هذا العصر لم يعد له مكانة، ونحن كل يوم نسمع ونقرأ ونشاهد ما يحدث في المجتمع من مشاكل وانحرافات مصدرها الجهل بقيمة الكلمة الطيبة، ولهذا قال أحد الحكماء الكلام أفضل لأنه من باب التحلية والسكوت من باب التخلية؟ إن ما يحز في النفوس إن كثيراً من الناس لم يقولوا خيراً ولم يكلفوا أنفسهم بالصمت فحورت كلمات الحق إلى كلمات أخرى تنال من مكانة المجتمع وأهل الخير وتشجع أهل الشر، ولهذا فإن المسؤولية تقع على مناهج التعليم في كافة المراحل التعليمية والتي يجب أن توضح للطلبة والطالبات بأن كلمة الحق يجب أن تظهر ولا يخفيها الإنسان خوفاً أو طمعاً بجاه أو مال أو مكانة وصيانة اللسان عن كل ما هو مرفوض دينياً واجتماعياً كالكذب والغيبة والنميمة والرياء والخوض في الباطل وهضم الحقوق وإيذاء الخلق وهتك العورات إنها حقاً منكرات يجب على مدارسنا وجامعاتنا الاهتمام بتوضيحها للدارسين ليتجنبوها لأنها مخاطر تهدد تماسك المجتمع؟ إن الطلبة لم يعطوا جرعات تمكنهم من تقدير مشاعر البشر وأنهم ركن مهم لهذا الوطن وخدمته. إن وسائل التعليم كافة مسؤولة أمام الله وأمام الأجيال في إيضاح الحقائق والتمسك بالقيم وتقديم أجيال نافعة صادقة تعبر عن الخير وتقره وتعرف الشر وتحاربه فأعطوا لكلمة الحق مساحة من خلالها يعبر الإنسان بحرية مسؤولة لا منفلتة عن كل قضايا المجتمع ويتحدث عنها بصدق بعيداً عن التهويل والتطبيل والانحراف عن الحق؟