ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/04/2012/2012 Issue 14459

 14459 الأثنين 09 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ندوة “حوار الحضارات” التي عقدت الأسبوع الماضي بجدة جاءت في وقتها المناسب، وحركت راكد الرؤية النمطية في مجال الحوار الحضاري المفترض بين المجتمعات.. كما رسمت هذه الندوة سؤالاً مهماً تجاذبته أوراق جميع المشاركين، تمثل في تحديد أهمية ما يمكن لنا أن نقوله بعد أعوام من المطارحات والمناقشات عربياً وعالمياً حول التسامح وقيم الإنسان النبيلة؟.. ولماذا لا تزال نتائج هذه الجهود الإنسانية غير مرضية؟.

فالندوة والباحثون المشاركون فيها وقفوا بالفعل عند أحدث أمر لا يزال يشغل بال الإنسان العادي في كل مكان، ذلك الذي يتطلب العودة إلى البدايات، أو إلى النقطة الأولى المتمثلة في التعريف المناسب للحوار من خلال بسط رؤية أولية تتمثل في تهيئة مناخ التسامح بين المجتمعات من أجل أن يحقق مفهوم الحوار طابعه الإيجابي وحضوره الإنساني، ومن ثم البحث عن إجابات مناسبة لأسئلة كثيرة يتمثل أهمها في معرفة ماهية الحوار؟.

مصطلح “تآكل مفهوم التسامح” الذي ناوشه الدكتور صالح المانع من جامعة الملك سعود بالرياض في ورقته التي قدمها للندوة.. وقد عني المانع من خلالها في شرح مفهوم التسامح بين الناس أيّ كانوا.. لنراه وقد ذهب إلى أمر غاية في الأهمية يتمثل في التأكيد المطلق والبديهي على أن التسامح هو أقوى ركائز التفاهم، ومن ثم يأتي الحوار، أو الجدل بمفاهيمه المختلفة.

فالتسامح -من وجهة نظر مجردة- لم يصب بتآكل كما تشير ورقة الدكتور المانع فحسب، إنما نُهش من قبل من أطلقوا على أنفسهم “المحافظون الجدد”.. حيث جاءت الانعطافة الأخيرة في بوصلة مفهوم التسامح نحو الهبوط والتردي بسبب ما حدث من تدمير لقيم التسامح وضرورة الحوار، ومن ثم الذهاب إلى الخلاف والحرب بأي وسيلة وتحت أيّ ذريعة.

فبعد مشروعهم أو مقولتهم الشهيرة: “حدد.. أأنت معي أم ضدي؟” وما تلاه من أحداث كانت شرارتها أحداث (11سبتمبر) لم يكن الحوار -إزاء ذلك- ممكناً، بل أضحى التسامح غير وارد في قاموسهم، أضف إلى ذلك وكنتيجة حتمية لهذا التباعد أن هناك في الغرب من بدأ يقرأ التاريخ العربي والإسلامي بطريقة مجتزأة تهول الأحداث، وتبتر المعاني وتشيح عن فرضية التسامح.

فالتسامح لم يكن وارداً في عرف هجمة أدعياء الحضارة أو العالم الجديد، أو الحر.. بل إن التسامح لم يتآكل بسبب مرور الوقت والزمن، إنما مني هذا المفهوم الجميل بانتكاسة أخلاقية عنيفة، فلم يجد له من يناصره، أو يؤازره، أو يوقف جماح الراغبين في تبديد العلاقة الأخلاقية المفترضة بين جميع الناس في كل أرجاء العالم دون انتقاء أو تعال أو إقصاء.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
تآكل مفهوم التسامح..!!
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة