موضوع هذا المقال شغل -ولا يزال- هموم الناس بمختلف مشاربهم وأجناسهم في المملكة؛ ألا وهو النقل الجوي. ولعل إعلان الهيئة العامة للطيران المدني الأخير بخصوص دعوة المستثمرين للمساهمة والاستثمار في النقل الجوي وتأسيس خطوط طيران داخلية ودولية، أقول: لعل هذا الإعلان قد فتح نافذة للجمهور كي يرى نور الفرج
ويستنشق هواء الأمل؛ كي يذهب عنه ضيق النفس الذي عاناه وما يزال جراء منة وشح المعروض من خدمات الخطوط الجوية داخلياً بالأخص، رغم أن الطلب يعد الأعلى في منطقة الشرق الأوسط ومن الأعلى عالمياً. يكفيك أن تذهب لأحد المطارات الصغيرة عوضاً عن الكبيرة حتى ترى معاناة الركاب رغم أنهم على استعداد لدفع المبلغ المطلوب للسفر.
إعلان الهيئة المتأخر جداً بعث بعض الأمل ولكن، هل ستتكرر تجربة (سما) التي فشلت وماتت في المهد؟ وتساؤلي هنا اقتصادي بحت، إذ هل ستتوفر للمستثمرين البيئة المشجعة؟، أم أن الحظوة ستستمر فقط محصورة للناقل الوطني الوحيد بالوقود المدعوم والأرضيات والبنية التحتية؟ تساؤلات لدى الجمهور أحسب أن هيئة الطيران المدني أقدر في مرحلتها وانطلاقتها الجديدة على الإجابة عنها عملياً. وكنت قد كتبت من قبل في الزميلة (شمس) عن انطلاقة السوق الخليجية المشتركة مطلع 2008م وأن هذا حري بفتح سوق النقل الجوي الخليجي مما يتيح لأكبر سوق خليجي وعربي وهو المملكة بانتهاء أزمة شح المقاعد في الطائرات وطوابير المسافرين بالآلاف في المطارات، وانعكاس هذا الانفتاح وتحرير الأجواء أمام الشركات الخليجية على المسافرين بجودة الخدمات ووفرتها وسهولتها. وهذا أسرع وأجدى من انتظار الشركات حتى تولد ثم تحبو.. إلى آخر مراحل النمو على حساب الجمهور والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والله من وراء القصد.