يفوق عدد الصحفيين الذين حشدتهم هيئة الإذاعة البريطانية لتغطية أولمبياد لندن عدد الرياضيين البريطانيين المشاركين بها أصلاً..؟!
وقد تكون هذه هي (المرة الأولى) التي يبلغ فيها عدد الصحفيين (765 صحافياً) مقابل (550 رياضياً) والمبرر بالطبع أن التغطية ستكون على مدار الساعة ولتزويد مختلف وسائل الإعلام العالمية بالحدث الذي ينظم بلندن (ملعب الـBBC) الحقيقي..!
ولعل هذه المفارقة التي شكلت اهتماماً وتساؤلاً لدى (الرأي العام البريطاني) تذكرنا بحال الكثير من النشاطات والانتدابات في القطاعين العام والخاص في (عالمنا العربي) والتي تؤثر فيها العاطفة بشكل كبير من أجل ضم كل من يمكن ضمه في القائمة على طريقة (السبوبه المصرية)، خصوصاً إذا كان المضموم (مُستحقاً) بحسب نظرة سعادة المدير مثل أخو المدام أو ابن خالة المدام وهكذا..!
برأيي أن السبب الرئيس لتعطيل عمل أي لجنة أو بعثة يتم تشكيلها أو فريق يتم تكليفه لمناقشة ودراسة قضية ما أو مشكلة والبحث لها عن حلول هو (الأعداد الكبيرة) من الأعضاء المشاركين اللي (مالهمش لزمه)، بل تم حشر أسمائهم ليتم انتدابهم أو حصولهم على مكافآت مالية على النظام أعلاه..!
بل إن المضحك أن مثل هؤلاء هم من يعطلون العمل الحقيقي ويعيقون التوصل إلى حلول تساعد على إنهاء أعمال هذه اللجان أو الفرق بسبب عدم معرفتهم وإلمامهم بالمشاكل الحقيقة، وكيفية حلها، على نظام التنظير للبحث عن حلول (المتبوع) بعبارة: أعترض على أي حل..! طيب تعترض على أيه يا ابني..! أعترض وبس لأن (اللجنة) لو أنهت أعمالها أروح فين..؟!
معاك حق، تروح فين..؟! معقولة تصبح بلا لجنة؟! وبلا سبوبه؟!
حقيقة أطالب أي (مدير) بيده صلاحية انتداب أو تشكيل لجنة لدراسة موضوع أو البحث فيه عدم إنهاء أعمال هذه اللجنة، والتمسك بإعادة تجديد عضوية أعضائها حتى لا يصبحوا (عاطلين) وغلابه وبدون لجنة تضمهم..!
والمبرر هو أن (العالم المتحضر) أصبح يهتم مثلنا بأعداد المشاركين، ويؤمن بأهمية فتح مجال (سبوبه) للمشاركين حتى لو بتغطية (الأولمبياد)..!
فلا يوجد في كل عام هناك في لندن (سبوبه)..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net