القاصَّة مسعدة اليامي صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان: «مواء القطط» عن نادي الجوف الأدبي الثقافي.. وتقول القاصة في مقطع من إحدى القصص:
استيقظت على أصوات مدوّية لم تخمد نيرانها إلى أن التهمت بيوتنا المصنوعة من القش أفقت مذعوراً، هرعت إلى أمي لا تدفأ بين أحضانها لم أستطع الوصول إليها كانت الغرفة مدثرة بالظلام الدامس، سمعت أصوات نحيب في الأسفل نزلت الدرج بخطوات مسرعة كدت أسقط على وجهي لولا رحمة الله بي وقفت في الصالة التي فقدت ألوانها فلم تعد وردية كما كانت، الورود ذابلة خنقها الدخان شوّهت النار ملامح أبي وأمي!
أسقطت الصورة من يدي وبحثت عن البراويز الأخرى التي تضم بين إطاراتها صور أمي وأبي وهما في ثوب الزفاف والفرحة لا تفارق شفاههما، بحثت كثيراً لم أجد شيئاً، سمعت صوت النواح مرة أخرى حاولت فتح الباب فلم ينفتح توجهت إلى المطبخ قلبت في الأدراج إلى أن حصلت على سكين كبيرة حملتها ضربت بها الباب فتهاوى على الأرض بسرعة الرماد نظرت إلى الداخل لم أر أحداً، عاودت البحث عن الصوت إلى أن تملكني اليأس فلن أستطيع أن أبصر شيئاً والظلام يخيّم على المخيّم.