تتوق النفس البشرية دوماً إلى سماع عبارات الشكر والتقدير والثناء بعد كل عمل منجز والذي يزيدها قوة واستمراراً في عمل الخير. لقد ورد عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وفي حياتنا اليومية أعمال وإنجازات قام بها أشخاص نذروا أنفسهم لخدمة الآخرين لا يريدون جزاءً ولا شكورا، وتجدهم في غاية الغبطة والسرور على ذلك الإنجاز، وربما كانوا قدوة لغيرهم دون أن يشعروا.
إن ما تم من تكريم للمواطن محمد إسماعيل شماع والمقيم مصطفى أحمد محمد (تشادي الجنسية) من قِبل الدفاع المدني لقاء ما قاما به من عمل بطولي حينما شاهدا حريقاً في إحدى العمائر السكنية بحي النزهة بمحافظة جدة ولاحظا طفلاً من إحدى النوافذ يستغيث ويطلب المساعدة، فهبّا مسرعين ونصبا سلماً خشبياً وأنزلاه سليماً في عمل بطولي عرَّضا فيه نفسيهما لخطر الحريق وخطر السقوط من على سلم خشبي متهالك لا تتوفر فيه وسائل السلامة، لكن تلك هي الرجولة التي لا تعرف الخطر وتنكر الذات وقت الأزمات.
ويعد التكريم الذي أمر به سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - بمنحهما نوط الأمن ونوط الإنقاذ ومبلغ 100.000 ريال لكل منهما تجسيداً لاهتمام ولاة الأمر بهكذا بطولات وطنية يفتخر بها الجميع، ولتكون قدوة لغيرهم من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه.
إن هذا المشهد البطولي يدعونا إلى تفعيل تدريب وتأهيل كافة أفراد الوطن على أعمال ومهام الدفاع المدني في السلم والحرب، سواء قام بذلك الدفاع المدني أو أي جهات خاصة أخرى تساهم معه في رفع الأعباء عنه حتى يتفرّغ لمهامة الأساسية.
شكراً للدفاع المدني على هذا التكريم الذي ليس هو الأول ولن يكون بالطبع الأخير.