أموت من الضحك المؤلم، عندما أشاهد خريج جامعي يخرج مطأطئ الرأس من دائرة حكومية أو مؤسسة عامة، لأنه لم يجد وظيفة شاغرة. والموت المؤلم ليس بسبب أنه لم يجد وظيفة، بل لأن من يشغلون وظائف تلك الدائرة أو المؤسسة، ليسوا من حملة شهادات ذلك الشاب المطأطئ الرأس، بل هم مكلفون بالعمل تكليفاً، وربما يحصلون على بدل تكليف!!
تخصصات مثل الإعلام أو العلاقات العامة أو التلفزيون والإذاعة، يعمل فيها غالباً موظفون ذوو خبرة، وليسوا ذوي تخصص، ولأن (النظام لا يسمح بشغرهم لهذه الوظائف!!)، فإن هؤلاء يتم تكليفهم للقيام بهذه الأعمال، ويُترك المتخصصون خارج شارع المؤسسة. ونظراً لأن هذا الملمح هو الأكثر حضوراً في الساحة الوظيفية المحلية، فإن إشغال الوظائف لا يتم بالطريقة الصحيحة، ولا يلبي الاحتياجات الحقيقية للخريجين. ولا بد هنا من حل جذري، فالموظف الحكومي لا يمكن المساس به، إلا إذا ارتكب سلسلة طويلة من المخالفات، وهذا نادراً ما يحدث، وفي بعض الأحيان يحدث، ولا يستطيع أحد أن يمس الموظف. إذاً، كيف نوفر فرصة للخريجين ليعملوا في المكان الطبيعي لهم.
أقترح أن تُنشأ إدارة عامة خاصة بالمكلفين، وأن تشغر الوظائف لمن هو مؤهل لها.