كنت قد تحدثت في المقالين السابقين عن ضرورة مراجعة نظام التعليم العالي والجامعات وأشرت إلى نقاط عدة هي: التنظيم الإداري, والتغيرات الحضارية, والظرف السياسي, والظرف الاقتصادي. واليوم أستكمل النقاط وهي
خامساً: الجانب التقني والمعرفي، تمت صياغة النظام الحالي في عام 1414هـ-1994م وأضيفت له بعض التعديلات, وقد حدث تغيرات منذ عام 1414هـ على الجانب التقني والثقافي والمعرفي تطورت تكنولوجية التعليم من خلال الانتقال السريع في العالم التقني وثورة التجهيزات والوسائل الحديثة في أجهزة الكمبيوتر والانترنت والوسائط ووسائل التعليم.
سادساً: تصنيف الجامعات النوعي, يتعامل نظام الجامعات الحالي برؤية ومعايير واحدة فلا يصنف الجامعات تصنيفاً نوعياً أو مهنياً أكاديمياً مثل الجامعات: التخصصية, والبحثية, والتدريسية والتقنية وغيرها.بحيث يكون لكل جامعة نظامها أو لوائحها المستقلة حسب اختصاصها ومناهجها وأهدافها.
سابعاً: التصنيف الفئوي, النظام الحالي لا يقسم الجامعات حسب فئاتها فمثلا لا يفرق بين جامعة عمرها (50) سنة، وجامعة وليدة عمرها لا يتجاوز ثلاث سنوات من حيث الموارد المالية والبنية التحتية والأوقاف والمصروفات فلا يفرق بين الجامعات الأم السبعة بالمملكة والجامعات الناشئة التي لم يكمل عمرها الثلاث سنوات الأولى. فالنظام الحالي يعامل جامعة الملك سعود التي لها نصف قرن كما يعامل جامعات شقراء وسلمان والمجمعة حديثة النشأة.
ثامناً: تصنيف المستويات العالمية، تجتهد كل جامعاتنا في التصنيفات العالمية والداخلية دون دليل إجرائي موحد يهيئه لها النظام فلا يوجد تصنيف داخلي يصنف مستويات الجامعات السعودية، فما يحدث الآن من تصنيفات داخلية اجتهادات وانطباعيات, على سبيل المثال في التصنيف الداخلي المبني على الانطباعات أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هي أفضل جامعة لكن لا أحد يدري ما هي المعايير ولا من هي الجهة الداخلية التي أعطت هذا التصنيف.كذلك حسب النتائج العالمية في الأعوام الأخيرة أن أفضل جامعة سعودية هي جامعة الملك سعود لكن لم تعترف به مؤسسات الداخل ولا نظام الجامعات السعودية, كما أن النظام لم يحدد الجهات الدولية المعتمدة والمعترف بها في التصنيف, ولم يعترف بأي نوع من التصنيف مع أنه نهج وأسلوب عالمي تتبعه معظم جامعات العالم.
تاسعاً: جامعات تحت التأسيس، النظام الحالي لا يميز ببعض بنوده بين الجامعات التي تسمى بالجامعة الناشئة وجامعات المحافظات والكليات الجامعية ومدة ارتباطها بالجامعة الأم، ومتى تنتقل من جامعات تحت التأسيس إلى جامعة كاملة التأهيل الأكاديمي والدراسات العليا و النضج والخبرة الكاملة.
هناك بنود رئيسية في نظام الجامعات لم يتعرض لها النظام ولم يعالجها سوف أتطرق لها في المقال القادم منها: الأبحاث والترقية العلمية، الأبحاث الجماعية, التقاعد والإنجاز، سن التقاعد, استيعاب المتميزين, دورية مراجعة النظام, تساوي الجامعات أكاديميا، الواحات العلمية والاستثمار، الطلاب الأجانب, مجالس الجامعات، استقلالية البحث العلمي، الحرية الأكاديمية وغيرها.