رغم أنك تعلم أن المذيع الذي يتحدث أمامك (شليخ) من الطراز الأول، إلا أنك تتسمّر أمام الشاشة لتستمتع بما يقول وتندمج مع كلامه على نظام (شلولخي فريد)..! والسبب هو (المَلَكة الإقناعية) التي يتمتع بها (شلولخ أفندي)، والكاريزما الجاذبة، وأسلوب الحديث الشيق والمسترسل الذي تطغى عليه الثقة أثناء حديثة، وتطرقه إلى أمور حياتية تهمك وأحياناً لعبه على الأوتار الحساسة التي تدغدغ مشاعرك، سواء من الناحية المعنوية أو النفسية أو العاطفية، أو من الناحية الحياتية اليومية والخدمية، وكدح طلب لقمة العيش..إلخ !
أشهر (شليخي الإعلام العربي اليوم) بلا منازع هو صاحب مقولة 13- 13-2013م الشهيرة، التي عدلت بعد أن نبهه المخرج إلى أنه لا يوجد شهر13 أصلاً في السنة قال: الله هو أنا قلت شهر 13 يا ابني، ما تركز شوية..؟!
أنا بقول: 13 يوم بـ 13 ليلة في سنة 2013م..!
مشكلة أمثال هذا (الشليخ) في إعلامنا العربي اليوم هو أنهم لم يستفيدوا من نظرية ونظام (شلولخ الأكبر) والذي لا يستشهد إلا بالموتى..!
الرجال أمور (عشرة على عشرة) سنين عديدة وهو يروي التاريخ ويعدل فيه ويحرف على كيفه، شهوده جميعهم (متوفون)، واللي مو مصدّق يطلع (هيكل الشاهد) من القبر وهو مستعد للمواجهة بما حدث, الرجال أموره زي الفل و(بيكسب كويس)..!
أما (شلولخ أفندي) فهو يتحدث عن (الأحياء) ولعل آخرهم (المرشح أبو إسماعيل) الذي ذكر أن جده كان يزورهم في البيت وأنهم جيران وابن حتتي..إلخ، فرد (عليه) أبو إسماعيل: أن هذا من نسج الخيال ولم يحدث أبداً..!
ما يهمنا طبعاً هو الحذر من أثر هؤلاء (الشليخة) وبروزهم على الشاشات العربية، مما قد يساعد في تنامي الظاهرة في الإعلام العربي بشكل عام، وخروج (شليخة جدد) وبطرق مختلفة..!
ولعلنا في الإعلام الخليجي بدأنا نلحظ بروز (مذيعين) من هذا النوع وفي مجالات متعدّدة رياضية واجتماعية وحوارية، يثيرون قضايا تهم الشارع الخليجي على (شاشاتنا العربية) ثم يستضيفون الفاعلين والمؤثّرين فيها ليمارسوا (الشلخ باحترافية) على الضيف والمشاهد في نفس الوقت، بهدف تلميع صورهم وزيادة شعبيتهم وقبولهم بين الناس بفهلوة ليس بالضرورة أن تنطوي على كل الأطراف..!
إن كثرة القنوات وتوالدها بشكل كبير سيساعد أكثر على بروز مثل هذه الظاهرة التي بدأت في غزوها لملء الوقت وجذب الإعلان ببرامج مثيرة من هذا النوع، والتي لن نجني منها أي فائدة إن لم ينتبه ويحذر أهل هذه المحطات من موضة المذيع عريض المنكبين (الشلولخ)..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net