يوشك نيكولا ساركوزي مغادرة قصر الإليزيه منهياً فترة طويلة من حكم اليمين لفرنسا، فقد أظهرت انتخابات الجولة الأولى تقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند التي جرت يوم الأحد الماضي بحصوله على 28.6 % مقابل 27.1 %. وانتخابات الجولة الأولى أظهرت تقدماً كبيراً لليمين المتطرفة بعد أن حققت لوبان 17.9 % وهي أكبر نسبة أصوات تمكن أحد مرشحي اليمين المتطرف من تحقيقها.
هذه النسبة دفعت ساركوزي إلى التودد إلى معسكر اليمين المتطرف طمعاً في الحصول على أصوات هذا المخزون الذي إن صوّت أكثر من 60 % إلى جانبه، إضافة إلى ثلثي ناخبي الوسط، فإنه سيضمن بقاءه في الإليزيه، إلا أن هناك تعارضاً في نظرة اليمين المتطرف مع مواقف اليمين الوسط خاصة دعوات لوبان واليمين المتطرف إلى انسحاب فرنسا من منطقة اليورو وتحرير نفسها من السياسة الاقتصادية الأوروبية.
إلا أن استراتيجية ساركوزي بضبط معدلات الهجرة وإثارته قضايا مستفزة تجاه الإسلام جذب ناخبي اليمين المتطرف، إلا أنه في نفس الوقت لا يمكن أن يتخذ مواقف ضد منطقة اليورو والسياسة الاقتصادية الأوروبية، وهذا مــــا يقلص مــن اندفاع اليمين المتطـــرف لدعمه بنسب عالية حتــى وإن ألمحــت لوبون إلى مساندته في الجولة الثانية.
أما بالنسبة للمرشح الاشتراكي فإن ناخبي اليسار والمهاجرين ونسبة كبيرة من العمال والوسط، قد أعلن المتشدد اليساري جان لو ميليتشون الذي حصل على 11 % في انتخابات الجولة الأولى تأييده لهولاند وطلب من مؤيديه التصويت له في انتخابات الإعادة، وتتوقع مراكز الاستطلاع أن 80 % من هؤلاء سيصوتون لهولاند في السادس من أيار/ مايو.
عموماً يراهن ساركوزي كثيراً على ناخبي لوبون ويطمع بالحصول على أكثر من 80 % من أصواتهم وثلثي ناخبي بايرو، وإذا لم يصل إلى هذه النسبة فإن آماله في البقاء في قصر الإليزيه ستتبخر.
أما هولاند فهو مطمئن تماماً إلى تكتل ناخبي اليسار، وجزء كبير من المتضررين من الأزمة الاقتصادية ينضم إليهم المهاجرون الذين أغضبهم المواقف والتصريحات التي شابتها العنصرية التي رافقت حملة ساركوزي.
jaser@al-jazirah.com.sa