انطلقت مباريات كأس الأبطال لهذا الموسم بمواجهات قوية.. لكنها - في تصوري - لن تخرج عن أفضل فريقَيْن هذا الموسم، وهما الشباب والأهلي، أول وثاني الدوري، حيث يكادان يكونان الفريقَيْن المرشحَيْن الأبرز للعب النهائي في تكرار لنهائي الدوري هذا الموسم..
ولن يستطيع أي فريق كسر تفوقهما سوى الهلال الذي بمقدوره الدخول بقوة للمنافسة على اللقب والوجود في النهائي بالنظر لقرعة البطولة.. حيث تبدو حظوظ الشباب وطريقه سالكة نحو النهائي رغم أن كرة القدم لا يمكن التسليم بنتائجها.. لكن هذه الترشيحات تبقى على الورق ما لم يدعمها استمرار التفوق الفني للفريقين..
فالشباب سيكون أمامه الاتفاق، وهو قادر على إزاحة البطل.. وكذلك الأهلي سيواجه المتأهل من الهلال والاتحاد حتى يصل للنهائي.. أقول ذلك قبل المباريات، لكن ما قد يحدث خلالها قد يكون مختلفاً، فمباريات الكؤوس تحتمل كل التوقعات، وكرة القدم عموماً كذلك..
- الفريقان الشباب والأهلي مرشحان أيضاً للمنافسة الموسم القادم، فهما الوحيدان اللذان يعيشان استقراراً فنياً على صعيد الأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب، والوضع الطبيعي أن يكونا أقوى في الموسم الجديد من الناحية الفنية.. والأداء داخل الملعب الذي يحتاج للاستقرار حتى يتطور.. في حين أن بقية الفرق لا يمكن الحُكْم بما ستكون عليه الموسم المقبل بالرغم من استمرار أجهزتها الفنية كالاتحاد والنصر وربما الاتفاق.. أتحدث هنا عن الفرق المشاركة في كأس الأبطال، التي يفترض أنها الأقوى في الدوري.
ولعل المشكلة الكبيرة التي قد تواجهها معظم الفرق هي طول الفترة الفاصل بين نهاية المشاركات الرسمية وبداية الموسم المقبل.. وهي هنا أطول بالنسبة للفرق التي ستغادر من الجولة الأولى لكأس الأبطال لتلحق بالفرق التي ودعت الدوري، وستبقى متفرجة حتى الموسم المقبل؛ لتكون بعيدة عن المباريات نحو 4 أشهر، وهذه مشكلة أخرى تواجه الكرة السعودية.. فهناك على الأقل 3 أشهر أمام جميع الفرق قبل بدء الموسم المقبل بعد رمضان القادم بنحو 3 أسابيع.. وهي فترة طويلة جداً، لا يمكن للاعب أن يبتعد خلالها عن ممارسة النشاط الرياضي بشكل نهائي؛ ما يتطلب بداية سريعة للتدريبات بعد 45 يوماً من نهاية المباريات الرسمية؛ ما يعني البدء قبل شهر رمضان المبارك، وهي فترة سلبية لن تشهد أي مباريات أو منافسات.
- إذن المشكلة فنياً كبيرة، وكبيرة جداً، وسيكون على الأندية مواجهتها، كلٌّ بطريقته.. لكنها في النهاية ستكون أقل تأثيراً من العكس لو حدث، وأعني قِصَر الفترة الفاصلة بين الموسمين كما حدث سابقاً.. وفي كل الأحوال الضرر حاصل، سواء بقِصَر الفترة أكثر من اللازم أو طولها أكثر مما يجب..
وبالعودة لكأس الأبطال أكرر القول إن الهلال فقط القادر على إبعاد الأهلي عن النهائي، وعليه أولاً أن يبعد الاتحاد قبل ذلك، في حين سيكون الشباب موجوداً في النهائي متى سارت الأمور بشكل طبيعي.. وبذلك ستكون الفرصة سانحة للشباب لجمع الدوري والأبطال، بوصفه أول فريق، تماماً كما كان الهلال قبل موسمين قريباً من الاستحواذ على كل البطولات الثلاث بعد فوزه بالدوري وكأس ولي العهد ومن ثم خسارته كأس الأبطال بضربات الترجيح لمصلحة الاتحاد.. مع الأمنيات لجميع الفرق بالتوفيق والاستعداد للموسم المقبل جيداً؛ حتى نتقدم خطوة إلى الأمام بعد التراجع المخيف الذي تشهده الكرة السعودية حالياً.
لمســـــات
- الحكم الدولي مرعي عواجي قدَّم نفسه في لقاء الهلال والاتحاد ذهاباً في كأس الأبطال بشكل أكثر من رائع؛ حيث ظهر واثقاً ومتابعاً دقيقاً في قراراته، والأهم أنه لم يتجاوب مع حالات سقوط اللاعبين المتكررة التي يخفق الكثير من الحكام السعوديين في التعامل معها..
بصراحة مرعي أسعدنا جميعاً نحن الرياضيين بمستواه الذي قدَّمه، مثمنين له الاستمرار والتطور؛ ليصبح الحكم السعودي الأول، وربما الوحيد.
* * *
- ما زلنا ضعفاء جداً في التنظيم والإدارة.. ففي كل مباراة نشاهد سقوطاً تنظيمياً جديداً نتيجة غياب الكفاءات والنظام والرغبة في تطبيق الخطوات الصحيحة التي تساعد على النجاح، ولعل أبسطها عدم وجود بطاقات خاصة لمن يحق لهم دخول المباريات والوجود في أرض الميدان!
* * *
- أبرز ما ميّز لقاء الهلال والاتحاد الروح الرياضية العالية التي سادت الملعب قبل وأثناء المباراة.. حيث التنافس الشريف والعلاقة الرائعة بين اللاعبين ومنسوبي الناديين، فيما ساهمت الجماهير الاتحادية في دعم فريقها ومساندته للتفوق على نفسه والصمود أمام الهلال رغم ظروفه الصعبة؛ فنال اللقاء درجة الامتياز رياضياً أكثر منه فنياً.
* * *
- أتمنى أن يكون لدينا معلقٌ سعوديٌّ لمبارياتنا الكبيرة والصغيرة.. فالدوري السعودي يُنقل على القناة السعودية بتعليق غير سعودي.. يا لها من مفارقة!
* * *
غابت الضغوط ونظر الحكم للفريقين بمنظار واحد؛ فكان التألق للحكم السعودي مرعي عواجي.