مكة المكرمة - أحمد الحمادي

أوضحت دراسة علمية أن الأراضي الفضاء تنتشر في جميع أرجاء مدينة مكة المكرمة, مما يؤثر سلبًا على النمو الحضري للمدينة بسبب تأثرها بالعوامل الطبيعية والبشرية للحرم المكي الشريف تأثيراً بالغ الأهمية على استخدام الأرض فيها, مشيرة إلى أن نسبة الظاهرة محل الدراسة في الأحياء القريبة من مركز المدينة بلغت 0.4% بينما تتدرج في الازدياد مع البعد عنه حتى تصل إلى 83% في أطراف المدينة.

كما بلغت نسبتها داخل الحدود الشرعية للمدينة 65.7%، بينما بلغت داخل الحدود الإدارية 71.3% , مؤكّدة أن الأراضي الفضاء في مكة المكرمة تعد سبباً رئيساً في تنامي ظاهرة التعديات على الأراضي ومخالفة أنظمة تصاريح البناء.

وأبانت الدراسة التي حصلت بموجبها المعيدة بقسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى منال بنت علي عبد الرحمن, على درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بعنوان (التحليل المكاني للأراضي الفضاء في مكة المكرمة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية) أن مساحات الأراضي الفضاء تندر في الأحياء المتخلفة ذات النمو العشوائي في مدينة مكة المكرمة, مما يعني أن أكثر من ثلاثة أخماس سكان مدينة مكة يسكنون في أحياء ذات نمو عشوائي وتلقائي.

وأوصت الباحثة في دراستها بضرورة نشر الوعي التخطيطي بين السكان من خلال الكشف عن خطط المدينة المستقبلية للتنمية, ومشاركة السكان في إعدادها وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في أطراف المدينة وإعادة توزيع مقار الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات إلى جانب ضرورة اختيار الأساليب المناسبة للتعامل مع المناطق الحضرية المتخلفة التي تحتاج إلى إزالة أو إحلال أو تجديد واستخدام الأراضي الفضاء كمناطق مساعدة مع إعادة توزيع السكان داخل الحيز المكاني ذي الكثافات المرتفعة وكذلك ضرورة تأسيس وحدات خاصة بنظم المعلومات الجغرافية داخل المؤسسات والدوائر الحكومية وبناء نظام معلوماتي خاص بها.