أنْ تخطر في بالك فكرة عبقرية فهذا جيّد، لكن أنْ تنفّذها وتضعها واقعاً ملموساً، فهذا شيء يستحق الاحترام والتقدير، وهذا ما سأفعله الآن مع الزميل تركي الشبانة الذي عقد العزم على تنفيذ مشروع سيكون له الأثر الإيجابي على الحركة السينمائية السعودية.
تركي الشبانة يقود اليوم حركة سينمائية (مذهلة) بتبنِّيه مواهب سينمائية، من خلال رعايته ودعمه لـ»مهرجان الفيلم السعودي»، المقرّر انطلاقة فعالياته في العاشر من الشهر المقبل.
لدينا مواهب سينمائية لا أملك سوى تسميتها بـ»المدهشة» في الفكرة والتنفيذ، وهؤلاء الشباب لطالما بحثوا عن مكان رسمي يطلقون من خلاله مواهبهم، فكان على روتانا أن قالت لهم: أهلاً وسهلاً.
فكرة المهرجان خارجة عن النّمط السائد في كافة المهرجانات العالمية، بحيث تتيح للجميع حضور فعاليات المهرجان دون عناء الذهاب لمكان محدّد، وكذلك إتاحة الفرصة للجميع بمتابعة عروض المهرجان والمشاركة بالتصويت لأفضل فيلم، وأفضل ممثل و.. هكذا..
هذا المهرجان الذي هو الأول من نوعه في العالم، سيكون حاضنة رسمية لكافة المواهب الفنية في جميع فئات السينما، كالسينما الطويلة والقصيرة والوثائقية والرسوم المتحركة ونحوها، لكنه حتماً لن يكون دورة واحدة ثم يتوقّف، بل سيكون دورة سنوية ولا نريد له إلاّ ذلك.. بل لن نرضى أن يتوقف نهائياً.
لن أعطي الزميل تركي الشبانة كل الشكر رغم أحقيته، لكنني لا أنسى الزميل ممدوح سالم الذي حارب كثيراً من أجل حركة سينمائية سعودية، وهو الذي لم يستسلم أبداً أمام كثير من العقبات ولم يتسلّل إليه الإحباط، بل ظلَّ يبحث دوماً عن حلول، وجَالَ هنا وهناك حتى يخرج بحركة سينمائية يجتمع فيها مع زملائه صنَّاع السينما السعودية.
تركي الشبانة وممدوح سالم أشعلا شمعة وفتحا كوّة، يتسلّل من خلالها نور قادم لكلِّ من لديه موهبة سينمائية، وانحازا بكل إمكاناتهما وأفكارهما وقدراتهما لـ»السعودي»، الذي يريد أن يتنفّس من خلال فيلم صغير يحكي رؤيته لما يدور حوله.
أكرّر شكري وتقديري لهذا المشروع الرائد، مع امتناننا بدعمه قلباً وقالباً، والمساعدة في دفع هذه العجلة التي لن تكون سوى الطلقة الأولى في مسيرة واحد من أهم المشاريع الفنية التي تهتم بها الدول وتراهن عليها وتجعلها عاملاً مساعداً على التعريف بها.
m.alqahtani@al-jazirah.com.satwitter: mohadqahtani@