نايف بن عوض الوسمي:
لم يخلد ببال الكثير من الباحثين - وأنا منهم - أنّ محمد بن إسماعيل المعروف بالإمام (البخاري) عربيّ الأصل!، ومن بحثي في سِيَر الكثير من الشخصيات الشهيرة في تراثنا وقع بين يديّ نسبة أكثر من عالم عربي للأعاجم.
الإمام البخاري نسبة إلى بخارى المدينة التي وُلد بها، حيث اشتهر بهذه النسبة وهو من أشهر الرواة والحافظين لحديث النبي وسيرته صلى الله عليه وسلم.
وُلد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من سنة أربع وتسعين ومائة.
نشأ يتيماً وأخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة، ورحل مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده.
توفي ليلة السبت بعد صلاة العشاء, وكانت ليلة عيد الفطر, ودُفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومائتين 256هـ، إلاّ ثلاثة عشر يومًا، بكرمينية، وقيل بخَرتَنك وهي قرية بالقرب من بخارى وهي القرية التي وُلد فيها - رحمه الله تعالى - (ولم يُعقب ذَكَرًا) . وقال الحاكم: أوّل ما ورد الْبُخَارِيّ نَيْسابور سنة تسعٍ ومائتين، ووردها فِي الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سِنين يُحدَّثَ عَلَى الدّوام.
وللحديث عن نسبته وتحديد ما أراه الصواب أذكر هذه الأقوال وهي:
القول الأول:
قيل إنه بخاري: وهذه النسبة إلى بخارى، وهي من أعظم مدن ما وراء النهر، بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية أيام.
وكثير من علماء المسلمين نسبوا إلى ديارهم التي كانوا فيها، فهناك البصري والترمذي والكوفي والبغدادي والدمشقي والبخاري والنيسابوري وغيرهم كثر.
القول الثاني:
هناك من نسبه إلى المجوس وقيل فارسي، وأنه مولى للجعفيين:
حيث قيل إنّ جده المغيرة بن بردزبة مجوسي سات عليها، أسلم على يد يمان البخاري والى بخارى ويمان هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي، وعبد الله بن محمد هو ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي، والبخاري قيل له: جعفي لأنّ أبا جده أسلم على يديْ أَبِي جد عَبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق.
القول الثالث:
أنه جعفي والجعفي (نسبة إلى جعف من سعد العشيرة من مذحج من العرب القحطانية)، (فالبخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي)، قيل ابن بذدزبة، وقيل: بردزبة ، وقيل: ابْن الأَحنف الجعفي مولاهم، أبو عبد الله بن ابي الحسن البخاري الحافظ (نسبة إلى مدينة بخارى) والبخاري قيل له: جعفي لأنّ أَبَا جده أسلم على يدي أَبِي جد عَبد الله المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق.
وعليه يمكن القول إنه ومن خلال هذه الأقوال فإنّ:
1 - القول الأول نسب البخاري إلى مدينة بخارى، وهذه النسبة منافية لأصول النسب ولأقوال النسابة..
2 - القول الثاني ففيه وجهان: أحدهما أنه مجوسي وهذه ديانة وليست نسباً، أما الوجه الآخر أنه فارسي، وهذه أيضاً ليست دلاله لأنّ من استدل بهذا فقط بسبب اسم جده بردزبة لأنّ هذا الاسم فارسي معناه الزراع، وما أكثر الأسماء الفارسية في لغتنا.
3 - القول الثالث: وهو إجماع أكثر المصادر على أنه من بني جعفي من سعد العشيرة من مذحج من العرب القحطانية، وهذا هو القول الصحيح في نسب البخاري، مع أن هناك من قال إنه مولى لبني الجعفي، ففي رأي للنسابة العرب منهم القلقشندي، حيث قال قد ينظم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف أو المولاة فينسب إليهم مثلاُ البخاري الجعفي مولاهم، هذا ما قد حصلت عليه بالدلائل الموضحة أعلاه بأنّ الإمام البخاري جعفي من قحطان عربيّ الأصل بخاريّ الديار والمسكن.