منذ ان عُرف الشعر صار لقائليه ورواته وحفّاظه قيمة كبيرة لدى الناس لأنهم اللسان الذي ينوب عنهم في الافصاح عن همومهم وافراحهم وأحاسيسهم، وبما أن الشاعر وما يقوله بهذه المنزلة الرفيعة في العقول والقلوب فقد كان لزاماً عليه ان يكون أميناً على هذه المكانة مخلصاً في إتقان عمله الذي يغذي الناس فيه عقولهم وتوجهاتهم ويحافظون من خلاله مع أنواع الأدب الأخرى على مُثلهم وقيمهم.
وحين نعتبر الشعر غذءاً للروح والعقل فإن من الواجب الا يُنتج الا ما يحتوي على القيمة الغذائية العالية المكتملة العناصر الجامعة بين جمال المظهر والمضمون ليحصل الانسان على كامل حاجاته الضرورية ولئلا تتسمم الافكار والمعتقدات والمُثل والاخلاق والمبادئ، فكما ان هناك بعض الذين يمارسون الغش التجاري ممن ليس لديهم إحساس بالمسؤولية من الجشعين تجاه الناس فإن هناك ايضاً من كّتاب الشعر والقصة والمقالة والمسرح والاغنية من يمارس الاستهتار والغش فيما يكتب ويقول.
ومن يستعرض تاريخ الشعر فسيجد النماذج الساقطة من الشعراء والقصائد التي كُتبت في لحظة مجون أو طيش لم يحسب صاحبها ان تبقى حتى بعد مماته يتجدد وزرها ما دامت مقروءة ومتبادلة بين الناس ولو نظر الانسان إلى ان تلك الفنون تندرج تحت مسمى الادب وقارن بين الاسم وتلك النماذج التافهة لادرك ان ممارسها يستحق وبجدارة ان يُقال انه (قليل الادب).
وقفة:
لـ (علي بن ابي طالب) -رضي الله عنه-:
إن المكارم أخلاق مطهرة
فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
fm3456@hotmail.com