من أجمل الصور المنتشرة في زوايا المجتمع.., وعلى الأرصفة.., وممرات الأسواق الكبرى, وفي المؤسسات الخيرية، والتطوعية، وعلى شاشات المواقع المختلفة للتواصل الإنساني، وفي ردهات, ومكاتب المشافي الكبرى, ومراكز الأحياء، والتجمعات، والجامعات, هي صورة هؤلاء الشباب المتحمسين, والمتحمسات لعمل الخير، المتطوعين للبذل، ليس بالجهد الجسدي فقط، بل الذهني، والوجداني، بل بالتنافس في تطويع معارفهم التي اكتسبوا خبراتها من خلال قراءات مستفيضة، أو تخصص علمي، أو ممارسة في جهات درس، أو عمل..
تراهم يتراكضون في مجالات التطوع بجميع أنواعها، هؤلاء صورة رائعة لجمال, ولجدوى المعرفة مع الإحساس، والخبرة مع العزم، والإيثار بأريحية،...
ومن قبل, ومن بعد، بالميل لمشاركة الآخر, بنقل خبراتهم إليه..
من هؤلاء طلاب الكليات الصحية، والمختصات في صعوبات التعلم, والتعليم الخاص بكل مساراته, وطلاب التقنية، والتغذية. والإرشاد النفسي..و..و..
تجد فيهم كل شاب وشابة يحملون كتيباتهم التعريفية، وشروحاتهم التوجيهية، وما في صدورهم، وما تعج به عقولهم، وما تتدفق به أرواحهم الكبيرة، وعزائمهم النشطة، ومداركهم النيرة، ينصبون أركانهم، وزواياهم في تلك الأماكن لإرشاد العابرين، واستقطاب الفئات المختلفة، للوقوف دقائق للإصغاء إليهم، أو أولئك منهم الفاتحين حساباتهم في مواقع التواصل للترابط بينهم وبين كل من يحتاج لخبراتهم، وهواتفهم، وبيوتهم ومكاتبهم،.. فهذا الأجمل أنهم يتواصلون خارج هذه المواقع بنقل الخبرة مباشرة لمن يحتاج إليها..
إن نمو روح التطوع، وبذل الخبرة, ونقلها للآخر من أجمل صور التكافل, والتكاتف الاجتماعي الذي تشرق به واقعية حركة الشباب بنوعيه في مجتمعنا..
كلما علمت عنهم، ورأيتهم أستودعهم في حفظ الله، وأحيطهم بدعائه أن يرشدههم، ويوفقهم, ويسدد خطاهم.. ويزيدهم من فضله علما وعزما وقدرة..
تحية لهم ودعاء..