ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 22/04/2012/2012 Issue 14451

 14451 الأحد 01 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

ويستمر الصراع في سوريا بين القوت النظامية والمناهضة، وتريد روسيا مفاوضات وتفضل أن تتحول السلطة في ذلكم البلد المنكوب تدريجيا. ولقد دعت روسيا مؤخراً وفدا من المناهضين، ويعتبر ذلك تحولا في التوجه الروسي. أما الوساطة الدولية، من خلال كوفي عنان، فتماثل الوساطة العربية، التي فشلت، وتطالب بوقف إطلاق النار وسحب القوات من الأحياء السكنية وإطلاق سراح المعتقلين ثم التفاوض على تسليم السلطة، ولكن يبدو أن السلطة لن تقبل بذلك وإن قبلت فستقبل بالحد الأدنى. وتكمن المشكلة في موقف روسيا السياسي المراوغ من جهة وتدفق المساعدات الفارسية،عبر العراق، من جهة أخرى.

ومن وجهة نظري فقد ينظر للصراع على أساس أنه يتمثل في مد «سني»، من المغرب مرورا بليبيا ومصر وحماس ثم سوريا في وجه مد «شيعي»، من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان. وعلى أية حال تعتبر السلطة السورية معزولة دوليا في الفترة الأخيرة حيث إن موقف روسيا يتجه نحو التغير، كما نوهت لذلك، أضف إلى أن هناك اجتماعا من ثمانين دولة في تركيا تأييدا للشعب السوري، وهذا دليل على المزيد من التأييد الدولي لمناهضة السلطة السورية.

سيتيح الحل الأمني، أي كف أيدي السلطات في سوريا عن القمع المدني، الفرصة للمزيد من المتظاهرين للخروج إلى الشوارع، وبالطبع فإن السلطة لا تريد أن تتخلى عن سلطتها وتريد أن تقمع المتظاهرين، ولكن ذلك الموقف المتعنت لا يضمن لها تحقيق ما تريد، بل سيزيد من سخط الناس على هذه السلطة، غير الواعية، والتي تصر على البقاء بأي ثمن. أما دور المراقبين الدوليين، وما أدراك ماهم، فمتى ينهون مهمتهم ويكتبون تقاريرهم؟، ثم متى يصل المجتمع الدولي إلى الاتفاق على قرار حاسم؟

ومع مرور الوقت سيقتل المزيد من البشر، وسوف تدمر البلد تدميرا عظيما، وسيزداد الناس سخطا إلى سخطهم. أما الحظر الدولي فلم يأت بنتيجة، بل إن السلاح والمساعدات تأتي عبر العراق، من الفرس، الذين يريدون للسلطة في سوريا ألا تزول لتنفذ لهم أجنداتهم، مثلما هو الحال في العراق، المسألة بالنسبة للفرس مسألة حياة أو موت. المزيد من المذابح ترتكب في حمص، في «حي الخالدية - مناطق حمص القديمة» تحديدا. ويمكث المراقبون الدوليون في مقر إقامتهم تجنبا لتعرضهم للمخاطر: القصف الصاروخي. وتشير التقارير الإخبارية بل تظهر أن القصف الصاروخي لا يختلف عن قصف قوات أجنبية عندما تغزوا بلدا آخر، في سوريا يتمثل عنف الدولة وإرهابها للعيان، هاهم المغتصبون للسلطة يدمرون وطنا ويقتلون مواطنين أمام نظر وسمع المجتمع الدولي. هذه الأيام تقصف الأحياء الشمالية من مدينة «إدلب» بنيران الصواريخ من الحوامات، وتنقل وسائل الإعلام ذلكم القصف الكثيف، أما آن لليل سوريا الطويل المرير أن ينجلي؟!

alshaikhaziz@gmail.com
 

سوريا: شعب مظلوم وسلطة متغطرسة
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة