- لا يخفى على المتابع الكروي النرفزة غير العادية التي سيطرت على تصرفات المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو خلال منافسات الموسم الحالي، حيث إن تلك النرفزة التي عنونها عدد من الصحف الإسبانية ووسائل الإعلام العالمية كانت سبباً رئيسياً في فقدان الفريق الملكي لعدد من النقاط ليتقلص الفارق من عشر نقاط إلى أربع نقاط، ومن يعلم قد يصل الفارق إلى نقطة واحدة فيما لو كسب برشلونة مواجهة الكلاسيكو.
- نرفزة مورينهو في المواجهات التي تعثر فيها فريقه انتقلت منه لتصل للاعبيه داخل المستطيل الأخضر حيث تأثر أداؤهم، فالبعض بدأ يمارس الضرب، والبعض الآخر فقد تركيزه تماماً، ولم يتمكن النجوم من إظهار كامل إمكاناتهم لتحقيق النتائج المأمولة منهم، ويأتي في مقدمتهم النجم رونالدو الذي كان محل نقد عدد من النقاد والكتاب في الآونة الأخيرة، رغم تصدره قائمة الهدافين مع منافسه ميسي.
- النرفزة غير المبررة لم تكن -في الغالب- بسبب أداء اللاعبين أو عدم قيام أحدهم بعمله على أكمل وجه داخل الملعب، وإنما نرفزة «السبيشل ون» (كما يحب أن يدعو نفسه) جاءت بسبب أطراف خارجية لا ناقة لها ولا جمل في عمله كمدرب، فتارة تجده يتجه لمدرب الفريق المنافس ومقاعد البدلاء ويبدأ في عملية المناوشات والاستفزازات، وتارة أخرى تجده يتجه لحكام المباراة ويبادرهم بالاعتراضات والاحتجاجات والابتسامات التي تملأها تعابير التهكم على وجهه البشوش.
- لست أول من يوجه النقد للمدرب البرتغالي، ولا أريد أن تمتلئ قلوب وخواطر أنصار ومحبي الميرنجي في عالمنا العربي بالشحنات السلبية تجاه ما كتبت في مقال اليوم، فلم أوجه النقد لأفعال المدرب مورينهو في المؤتمرات الصحفية أو في الممرات المؤدية للملاعب أو في غرف الملابس، ولكنني ركزت أسهم النقد على ما يقوم به أثناء سير المباراة لما قد يصاحبه من إخفاقات للفريق ولاعبيه أثناء قيامهم بواجباتهم داخل الميدان.
- مورينهو المدرب الذي تألق في إنجلترا وإيطاليا ومن ثم في إسبانيا لا يحتاج أن يشتت تركيز الجماهير والإعلام ويبعد أسهم النقد التي قد توجه إليه لأن تتجه لغيره، فهو يقوم بكل ما يقوم به من أفعال (خارج النص) في مقاعد البدلاء لكي يوجه أسهم النقد للحكام وغيرهم من منسوبي الفرق الأخرى التي تنافس ريال مدريد.
- في لقاء سبورتينج خيخون في الجولة الماضية وحينما كان الضيف متقدماً في ملعب سنتياجو برنابيو قام أحد لاعبي الاحتياط من فريق خيخون بمحادثة الحكم الرابع وهو ما دفع مورينهو لأن ينفجر غاضباً ويتجه إليهم ويبدأ في المناوشات ومن ثم الإشارة بإصبعه إلى رأسه بأنه جنون! واتجه الحكم لإنذار اللاعب البديل للضيوف، وليحمد الله مسؤولة وأنصار الريال أن الحكم لم يطرد مورينهو (كما حدث في أكثر من مناسبة سابقة)، خاصة أن الفريق كان متأخراً بهدف فمن يدري وقتها؟ قد لا يتمكن الريال من قلب النتيجة وتحويلها من خسارة إلى فوز.
- هل تذكر مورينهو وقتها أنه لو تعرض للطرد سيغيب عن مواجهة الكلاسيكو؟ ألم يفكر أو يقلق مورينهو من حدوث ذلك؟ أليس من الأفضل له أن يتحلى بالهدوء والعقلانية والقليل من الثقة خاصة وأنه المدرب الخبير والناجح والمتصدر للبطولة حالياً؟
- تعجبني كثيراً ثقة المدرب جوارديولا بنفسه وبلاعبيه، ويعجبني أكثر تقبله للاحتمالات الثلاثة (الفوز، الخسارة، والتعادل) قبل وأثناء وبعد المباريات، ويثير إعجابي دائماً حديثة ورزانته في المؤتمرات الصحفية قبل المباريات وكذلك بعدها، فهو سر من أسرار تفوق الفريق الكاتالوني.