جامعة هارفارد تُعَدّ الجامعة العالمية الأولى في العالم في ريادتها على أصعدة مختلفة، وهي أول جامعة تأسست في أمريكا الشمالية منذ 1636م، وهي تحتفل اليوم بمرور 375 عاماً على تأسيسها.. وقد أخذت اسمها من أحد المتبرعين الأوائل، واسمه جان هارفارد،
وكان الجهاز التشريعي بولاية ماساتشوستس هو الذي أمر بتأسيس أول مؤسسة تعليم عالٍ في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتصدر جامعة هارفارد باقي جامعات العالم في حجم الاستثمارات التي تمتلكها على شكل أوقاف؛ حيث وصلت في العام الماضي 2011 إلى أكثر من 32 مليار دولار، أي ما يعادل 120 مليار ريال سعودي.. وكانت قد وصلت في أعلى معدلاتها إلى اكثر من 37 مليار دولار في 2008م، أي قبل الأزمة المالية التي مرَّ بها الاقتصاد الأمريكي والعالمي، لكنها تعافت من هذه الأزمة، وبدأت استثماراتها تنمو بشكل جيد..
ويلي جامعة هارفارد في الأوقاف جامعة ييل بمجموع استثمارات وقفية وصلت إلى أكثر من 20 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 70 مليار ريال سعودي في العام الماضي، تليها جامعات تكساس ثم برنستون ثم ستانفورد، وخامساً على مستوى العالم تأتي جامعة MIT.
أما خارج أمريكا الشمالية وأوروبا فتأتي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الأولى عالمياً في حجم الأوقاف بما يعادل عشرة مليارات دولار، وتليها جامعة كيوتو اليابانية ثم الجامعة الوطنية السنغافورة وجامعة كيب تاون الجنوب إفريقية وجامعة ملبورن الأسترالية. ووصلت الأوقاف بجامعة الملك سعود إلى أكثر من مليار دولار، بالترتيب الـ 65 عالمياً، كما سبق أن أشرت إلى ذلك في مقال سابق.
وجامعة هارفارد هي الجامعة التي تصدر الشخصيات السياسية والاقتصادية والعلمية؛ حيث تخرج من هارفارد ثمانية من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، كما ترتبط جامعة هارفارد بخمسة وسبعين من علماء نوبل، إما كونهم طلاباً أو أساتذة أو متعاونين مع الجامعة. وما تتميز به الجامعة هو كونها جامعة بحثية، فعدد طلاب الدراسات الجامعية لا يتعدى سبعة آلاف طالب، بينما عدد طلاب الدراسات العليا ضِعْف هذا العدد، وهذه هي السياسة التي تسير عليها الجامعة في كونها جامعة بحثية قديمة ولها أكثر من مائة عام وهي تسير على هذا النهج البحثي.
وما تفكر به الآن جامعة هارفارد هو الانفتاح على العالم؛ فقد اطلقت في عام 2003م مبادرة للتوجه نحو جنوب شرق آسيا، فأسست مدرسة (كلية) الأعمال بجامعة هارفارد مكتباً إقليمياً لها في الهند لبناء خبرات في المنطقة تتمحور حول خمس مجالات، هي: التحضر، والمياه والصحة والطب والمشروعات التجارية. وكانت رئيسة جامعة هارفارد السيدة درو فاوست قد زارت الهند في يناير الماضي، واستذكرت هناك ما قاله وزير التنمية الهندي - وهو خريج جامعة هارفارد - من أن التنمية في الهند تحتاج إلى مزيد من الجامعات، وذكر أن الهند بحاجة إلى أكثر من 800 جامعة وخمسة وثلاثين ألف كلية حتى عام 2020م، وهو عام قريب جداً من أجل أن تواكب الطلب على الكفاءات الجامعية.. ولدى الجامعة مبادرات عديدة بعضها وطني، وبعضها محلي، وبعضها دولي كما هي الحالة مع التوجه نحو منطقة جنوب شرق آسيا..
كما أن لجامعة هارفارد توجهاً نحو أمريكا الجنوبية؛ فقد استقبلت قبل فترة قصيرة زيارة لرئيسة البرازيل السيدة ديلما راوزف، وتم التوقيع على اتفاقية تعمل من خلالها جامعة هارفارد على تذليل الصعوبات المالية أمام الطلاب البرازيليين للدخول في جامعة هارفارد من المتخصصين في التخصصات العلمية. وفي هذه الاتفاقية كذلك يتم فتح المجال لعدد من الطلاب البرازيليين لدراسة الدكتوراه في عدد من التخصصات العلمية والطبية، وحزمة أخرى من برامج التعاون مع المؤسسات العلمية في البرازيل..
أما مكانة جامعة هارفارد بين الجامعات العالمية وفق التصنيفات فهي دائماً في المقدمة بل الأولى في أغلب التصنيفات، سواء شنجهاي، أو كيو إس، او ويبوميتركس أو تصنيف مجلة النيوزويك أو غيرها من التصنيفات.. وهي تبتهج دائماً بتقدمها وريادتها في هذه التصنيفات، وتبث أخبار هذه التصنيفات صحفها ومجلاتها الجامعية وقنواتها الإعلامية بوصفها حدثاً مهماً يعكس المحافظة على ريادة وتقدم هذه الجامعة..
ومما تتميز به هارفارد هو البحث العلمي؛ حيث يتناول البحث في الجامعة كل مجالات الحياة العامة، وتكلفة البحث العلمي الممول من جهات خارجية - غير الممول داخلياً - أكثر من 750 مليون دولار، أي ما يقرب من ثلاثة مليارات ريال سعودي سنوياً. ويقوم بهذه البحوث في الجامعة الأساتذة والطلاب والأساتذة الزائرون والأساتذة المتعاونون من خارج الجامعة.
alkarni@ksu.edu.saرئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود