يردد البعض بأن أبناءه لا يأخذون برأيه، ويخالفونه في كل شيء ويعتبرونه إما متخلفًا أو متحكمًا أو متسلطًا وما شابه ذلك.
حل هذه المعضلة وإيجاد لغة تفاهم بين الآباء والأبناء لا يمكن نقاشها عبر مقال، فالمسائل والواقع مختلفة ومتشعبة ومتداخلة اجتماعيا، ولكن لا يمنع ذلك طرح الموضوع ومناقشته.
ما دور المدارس تجاه الأبناء وهل هناك برامج لتوضيح الطرق والآليات المناسبة لتعامل الأبناء مع الآباء؟!لا يكفي الحديث عن بر الوالدين أو الحديث عن الأصدقاء وتناول الدرس بشكل نظري بحت وترديد النصوص الشرعية على سبيل المثال دون الدخول في عالم الشباب تحديدا، وهذا ما يغفل عنه كثير من المعلمين، ولا يهتم به عدد من المرشدين الطلابيين، وتغفل عنه وزارة التربية والتعليم ذاتها، إذ لم أسمع عن مشروع جاد ومتكامل عن خلق جو تربوي تجاه الأبناء مع الآباء، ويكون الأب محظوظًا إذا وفقه الله بوكيل مدرسة مخلص أو مرشد متفهم.ماذا لدى المرشدين الطلابيين في علاقة الآباء والأبناء وما هي القصص التي تحدث بين الفريقين؟ وما هي التجارب والمحاذير وهل لدى المرشدين الطلابيين برامج قادرة على استيعاب الشباب والطلاب واليافعين وتحويلهم من عاقين مثلا إلى أبناء بارين بآبائهم وأمهاتهم؟
دور المرشد الطلابي ودور المعلم في ترديد المحتوى التعليمي عن الآباء فقط لا أظنه يكفي، ويجب على وزارة التربية والتعليم أن تقدم نماذج مبتكرة وجديدة في ضبط علاقة الأبناء بآبائهم.عندما تنشأ مشكلة طلب سيارة جديدة أو مشكلة طلب سيارة قبل السن القانوني يعاني الأب الأمرين ولا أحد يستطيع مساعدته في تخطي تعنت الابن تجاه طلب السيارة، ويظل بعض الأبناء يمارس ضغوطا مزعجة ومحيرة لكثير من الآباء، فمرات يتخلف عن المدرسة ومرات يواجه والده بتصرفات مشينة، كالانعزال والانطواء وما شابه ذلك، والمرشد الطلابي آخر من يعلم وليس هناك أي برنامج حقيقي لمعالجة المشكلة.الإدارة العامة للمرور ذاتها تشارك بخلق هذه المشكلة من حيث لا تدري، فمن يقود السيارة قبل السن القانوني يواجه أحيانا مخالفة مرورية يسددها ولي الأمر وربما تحجز السيارة وما شابه ذلك ولكن ليس هناك دور مميز تجاه هذه الفئة من الشباب من قبل المرور.عقوبة قيادة السيارة قبل السن القانوني يجب أن تتغير ويجب أن يتحرك المرور لإيقاع عقوبات خاصة بهؤلاء، ولو تطلب الوضع إنشاء سجون خاصة بهذه الفئة، ومطالبة وزارة التربية والتعليم بإنشاء مجمع تعليمي متكامل في كل منطقة وكل مدينة خاصة بهؤلاء الشباب داخل السجن، لتحاشي خلط المخالف لنظام قيادة السيارة قبل السن القانوني بمن وقع في جرائم السرقة والاعتداء وما شابه ذلك.
لو حزم المرور ورجال الأمن القضية ومنع هؤلاء الشباب من الضغط على آبائهم ستختفي ظاهرة عناد بعض الشباب للحصول على سيارة جديدة أو مستعملة قبل السن القانوني، ولكن ماذا عن من يضطر للاستعانة بابنه الكبير على سبيل المثال؟!في النظام يسمح بتسليم الأبناء السيارة عند سن 17 عاما، ولكن زيارة سريعة لأي مدرسة متوسطة ستجد السيارات مصفوفة ويملكها صغار السن بمساعدة آبائهم وسكوتهم وتواطؤهم مع أبنائهم، تحاشياً لتركهم الدراسة ونحو ذلك، وهنا تخلق المشكلة «لست أحسن من فلان» «كل ربعي معهم سيارة».مناقشة الموضوع وعلاقة الأبناء بالآباء تحديدا تحتاج إلى كرسي دراسة في الجامعات وتحتاج لتحرك لتضمين ما يجب قوله وفعله خلال دروس البر بالوالدين.طريقة عرض درس بر الوالدين يجب أن تتغير نحو استقراء واستقصاء حالات العقوق من واقع الشباب وتقديم الحلول بمساعدة الطلاب، ليكون الدرس شاهدا على تصرفات البعض وتحذيرهم بألسنتهم إن صح التعبير، كأن يسأل الدرس عن حالة ابن يطلب جهازا بقيمة لا يتحملها والده ماذا يفعل؟تقديم عرض درس بر الوالدين وذكر بعض القصص الحقيقية في بر الوالدين يمكن أن تشارك بصناعة الفرق، فالأبن الذي يطلب مبالغ كبيرة ليضاهي فلانا من الناس ولا يجدها عند والده يمكن أن ينحرف بسهولة بفعل الأصدقاء ولكن لا يوجد درس تربوي مميز عن هذه العلاقات والتحذير منها.
تحويل الآباء أو الأبناء إلى متخصصين ومستشارين في إدارات التعليم عند وصول حالة الابن إلى حالة اليأس من صلاح الابن يمكن أن يعالج بعضًا من المشاكل.تخصيص أرقام خاصة بالتواصل مع رجال الأمن للتبليغ عن تمادي الابن وعقوقه، ومنع السهر طوال الليل وحظر تجول من لم يبلغ الثانية والعشرين عاما، كل هذه يمكن أن تكون علاجا لتعنت الأبناء ضد آبائهم.السهر وفتح المطاعم طوال الليل أفسد صغار السن والأحداث وجعلت الآباء عاجزين عن رد أبناءهم فهل من حلول ولو بتدخل وزارة الداخلية، وأقولها بكل صراحة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، البلد بحاجة ماسة لبرنامج ينهي مسلسل عقوق الوالدين والذين نشأ من ضعف الأنظمة مثل ضعف نظام قيادة الصغار للسيارة، وأقولها وبكل صراحة: الإرهاب والمخدرات وكل الشرور التي تحيط بالشباب لها خطوات وأولها السماح للشباب بالسهر والتهاون مع صغار السن في قيادة السيارة، حتى فلت كثير من الشباب وتعنتوا ضد آبائهم.