لقد صنفت مكارم وعطاءات وقرارات ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- في قاموس وسجل (التاريخ)، كسمة من سمات هذا العصر الـ(21)، ليس داخل المملكة فقط، أو لشعبه فقط، بل لجميع دول وشعوب العالم قاطبة، حيث امتدت أياديه البيضاء الكريمة النقية لتشمل كافة نواحي ومناحي الحياة للمواطنين والمقيمين على أرض بلاده الطاهرة المطهرة، وبقية شعوب العالم في دول عربية شقيقه وإسلامية وعالمية صديقة.
ولا شك أن مكرمة الملك عبد الله بن عبد العزيز تجلّت بالإفراج عن السجين (هادي بن سعيد آل مطيف) الذي قضى في سجن نجران خلف القضبان نحو (18) عاماً، بعد أن زفّ له البشرى (أمير منطقة نجران)- صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله عندما هاتفه وقال له: «ألف مبروك ووظيفتك عندي يا هادي».
بهذه العبارة زفّ أمير منطقة نجران البشرى لهادي آل مطيف. ولا شك أن مثل هذه المكرمات الكريمة من الملك عبد الله، تساند الجهود الإصلاحية والتأهيلية التي تبذلها إدارة السجون في المملكة، كما تعد في حد ذاتها برنامجاً إصلاحياً وإنسانياً يعزّز في نفوس (النزلاء - خاصة) وأهاليهم وأبناء منطقتهم، بل الوطن بأجمعه، يعزّز حبهم وإخلاصهم وولائهم لقيادتهم ووطنهم. وقد ساهمت مكرمة خادم الحرمين الشريفين في لم شمل عائلة (آل مطيف) الذي غاب عن أسرته فترة (18) عاماً، حتى جاءت هذه المكرمة الغالية التي فتحت (لهادي) وزملائه (النزلاء) وأسرهم أبواب الأمل والنجاح والحرية التي افتقدوها أثناء فترة سجنهم.
وقد سبق لي أن تشرّفت بحضور أكثر من مناسبة في إطلاق سراح (نزلاء السجون)، والذين خرجوا بمكرمات وأوامر ملكية كريمة، أثناء تسجيل برنامجي (خلف القضبان اذكروني) الذي كنت أسجله لإحدى القنوات الفضائية، بتوجيه وموافقة سعادة مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي.
ومن أهم تلك المكرمات الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- المكرمة التي يخص بها أبناءه (النزلاء) في شهر رمضان من كل عام، وهي تعبّر عن دروس في معنى الإنسانية والحنان والحرص على إسعاد أسر النزلاء في هذا الشهر الفضيل، شهر الخير والرحمة والتوبة إلى الله عزَّ وجلَّ. فكانت تلك المكرمة لفتة أبوية من لدن (ملك ووالد) يسعى لتعزيز قيم التراحم والعمل الإنساني بين أفراد المجتمع داخل المملكة وخارجها.
لقد عشت لحظات وأنا أشاهد (النزلاء) وهم يسجدون لله سبحانه وتعالى خشوعاً وشكراً وامتناناً، متمنين للملك الوالد كل الخير والصحة والتوفيق، بل المشهد القوي ليس مشهد النزلاء فقط، بل مشهد أسرهم (أبنائهم وبناتهم) والجميع يرحب بمن غاب عنهم سنيناً وتركهم يعيشون في مآسي وأشجان وحزن وكآبة و(ظلام دامس) والجميع يدعو بقلب وروح صادقة أن يحفظ الله الملك.
فالنزلاء بالفعل هم من سكنوا في قلوبنا جميعاً، ونتمنى أن لا يرى أحدكم ما رآه النزلاء وأسرهم في وحشة السجون!
farlimit@farlimit.comالرياض