فاصلة:
(بعد أن يسقط الرأس يكون فات أوان الانحناء)
- حكمة اسكتلندية-
حينما أتحدث عن أخبار بلدي بحماس وأجد مبتعثا أو مبتعثة يفاجئني بأنه لا يعرف اخبار بلادنا بل ويتفاخر بأنه قاطع الصحف المحلية لأن بها عيوبا كثرا بينما هو الآن يستقي المعلومات من منابعها باللغة الانجليزية التي ألفها في سنوات دراسته.
مع أن الساحة زاخرة بالأخبار الساخنة في مجتمعنا ولم يعد البحث عن الأخبار صعبا كما الماضي فنحن في عصر التكنولوجيا والاعلام الجديد، وفوق ذلك فهناك تجارب جميلة وفردية للزميلين سعد المحارب وفؤاد المشيخص حيث يرسلان عبر الإيميل مجموعة من الروابط الاليكترونية للأخبار المحلية وأهم ما تتطرق اليه الصحف المحلية تجربة.
سعد المحارب يمكن متابعتها على تويتر @saadalmuhareb.
أما تجربة فؤاد المشيخص فعنوانها المؤشر الاعلامي ولها حساب في تويتر والفيس بوك وجوجل:ar-ar.facebook.com/AlMoasher/posts/264793656927242
هاتان تجربتان فرديتان تقدمان للمتابع مجانا لتبرز أخبار المجتمع وتوثق وترصد حالات الحراك فيه، بينما يعتقد المبتعث أن دوره ينحصر في الدارسة فقط ولا يربطه ببلده إلا وجود الأهل الذين يزورهم ويستجيب لدعوات العشاء والغداء وملحقاتها.
في ظل وجود منابع ضخ المعلومات على شبكة الانترنت إلا أن بعض المبتعثين ينفصلون عما يحدث في بلدهم بحجة أنهم متفرغون للدراسة وإتقان اللغة الانجليزية.
وشيئا فشيئا يتحول هذا الجفاء إلى انفصال عن ثقافة المجتمع الذي سيعودون إليه بعد سنوات غرباء عنه.
من المخجل أن يتحدث أهل البلد الذي تدرس فيه عما يحدث في بلدك من أخبار تنشر في الصحف الغربية بينما لا تعرف شيئا عنها والأخطر ألا تستطيع انتهاز الفرصة لتصحح ما نشر من معلومات قد تكون مشوهة أو غير صحيحة عن بلدك.
نحن ندرس ونعيش خارج بلادنا لسنوات من خلال ما توفره بلادنا لنا ضمن هذه البعثات من دعم مادي ومعنوي، فنحن نأخذ من الدولة طوال فترة زمنية تمتد لسنوات طويلة من بدء الدراسة حتى نهايتها ويردد معظم المبتعثين بأنهم سيعودون إلى بلادهم ليخدموها لكننا لم نسأل أنفسنا كمبتعثين ما الذي يمكن أن نقدمه لبلادنا أثناء البعثة وليس بعد أن تنتهي!!
nahedsb@hotmail.com