|
في الشهر نفسه قبل عامين من الآن، كان طلاب الدراسات العليا وراغبو الدراسة بالخارج والمنتمين إلى حركة التعليم العالي عموماً على موعد مع حدث عالمي يقام للمرة الأولى في العاصمة الرياض وتمثل ذلك بالمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي دشن مرحلة جديدة من التواصل الفاعل بين جامعات المملكة وبعضها من ناحية، وبينها وبين الجامعات العالمية الكبرى من ناحية أخرى، فضلا عن كونه قدم للطلاب فرصة نادرة للالتقاء المباشر مع ممثلي عدد من أكبر الجامعات والمعاهد العلمية والكليات في مختلف قارات العالم والتعرف عن قرب على إجراءات وشروط القبول والانضمام لإكمال مختلف درجات التعليم العليا.
وبينما تشهد كل سنة تسجيل مزيد من المنجزات في رصيد حركة التعليم العالي في المملكة والتي تعيش نهضة حقيقية على مستوى البنية والبرامج والتنمية المتوسعة والهادفة إلى الاستثمار في الطاقة البشرية، يعود هذا المعرض كمناسبة دورية تملك مقومات التطور الذاتي المتجدد في مواكبة هذه النهضة وتعميق التواصل مع مجتمع المعرفة العالمي، حيث ستكون نسخته الثالثة والتي ستنطلق في السابع عشر من أبريل الجاري، «ثابتة» من حيث تعزيز كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهداف هذا المشروع التي تكرست عبر النسخ الماضية، وهو ما يعلق عليه مدير المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الدكتور يوسف الجهيني بقوله «المعرض والمؤتمر هو حاضن لمنجزات ومشاريع التعليم العالي في المملكة والتي تقوم عليها الوزارة حيث إن الهدف الرئيس منه هو وضع هذه المنجزات تحت سقف واحد بهدف خلق قنوات تواصل بين الجامعات العالمية ونظيراتها من الجامعات السعودية للاستفادة من خبرات تلك الجامعات في التدريس الجامعي وبحث سبل التعاون بين تلك الجامعات وتوقيع الاتفاقيات وعقود الخدمات والبحث العلمي، لقد أصبحت هذه المناسبة هدفا لكثير من أكبر الجامعات العالمية ذات التصنيف العالي، كما أن مؤسسات القطاع الخاص باتت تتسابق على رعايتها, وهذا يدل على ما تحقق من نجاح خلال الدورة الأولى والثانية ولله الحمد».
هي مناسبة لها طابعها العلمي وسماتها التنظيمية الخاصة إذن، ولكنها إلى جانب ذلك أصبحت بنداً رئيسا على قائمة إنجازات وزارة التعليم العالي، فبالإضافة إلى دورها الذي يخص علاقة الجامعات وتسجيل الطلاب، فإن المعرض والمؤتمر الدولي بات رافداً مؤثرا لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حيث تعقد خلاله اللقاءات المباشرة بين المنتسبين للبرنامج مع منسوبي الملحقيات السعودية في دول الدراسة الخارجية كما يحضر الملحقون الثقافيون عبر مساحة خصصت لهم لأجل التواصل المباشر مع الطلاب سواء كان ذلك عبر الندوات وحلقات النقاش أو من خلال الوجود اليومي في أروقة المعرض.