بيت مهجور...
يجتر من لباب الذكريات
ما بقي منها...
باب حديد يغمره الصدأ...
سور آيل للسقوط يغطيه الجليد
وسدرة تظلل ضوءاً منبعثاً من آخر زاوية في الطريق
فيسكن السواد ممرات الطريق
إنه القلب.
حاولت كثيراً البعد عن هذه المتاهات، وتجنب الوقوف أمام المصاطب المهجورة
توسلت لليل أن لا يأتي بك مرة... أو حتى ليلة.
أعود لقراءة رسائلك
منذ الرسالة الأولى... وكيف خفق قلبي...
كأنه لأول مرة يبصر الحياة
هذا القلب... المملوء بالوجع
هذا القلب الذي ألِف السفر صوب الأماكن البعيدة
استجمع قواي... وأعود لرسائلك
أقرأ الرسالة الأولى التي قد قرأت
وأقرأ رسالتك الثانية والثالثة... إلى أن أصل إلى رسالتك الأخيرة
تنتابني نوبة من البكاء الصامت
أعيد قراءة تراتيلك فتزوغ عيني بين دمعة... وبين تلك التراتيل.
يا سيدة آتية من الزمن البعيد البعيد...
فتشت في كتب التاريخ القديم
وسألت أهل الزمان القديم
فلا جواب يغني عن لهفة الأسئلة التائهة في المسافة التي تفصل بيني وبينك
قد يأتي الغد أو الذي يليه
ليمنحني هدأة الأجوبة...
ويقر عيني بك.
“البستاني”