|
كتب - محمد المنيف
يشارك التشكيليون في منطقة الرياض مشاعر الغبطة والإعجاب التي يشعر بها أبناء منطقتهم جميعاً بعد كل مشروع يفتتح في جانب التجميل والتحسين والتأهيل للمواقع السياحية أو الترفيهية أو المواقع الأثرية في عاصمتهم الرياض كونهم جزءاً من هذا النسيج الاجتماعي الواحد، ومن بين تلك المشروعات ما تم تدشينه مؤخراً (مشروع التأهيل البيئي لكل من وادي نمار ووادي لبن، وافتتاح متنزه سد وادي نمار ومتنزه سد وادي لبن)، على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، المشروع المتميز بما جمع فيه من رؤية جمالية حافظت على روح المكان وخصائصه بمنظور عصري يتلاءم مع ثقافة المجتمع ويلامس ذائقته. تلك المشاعر من التشكيليين إعادتهم إلى حلمهم الأزلي الذي طرح عبر هذه الصفحة (التشكيلية) بجريدة الجزيرة قبل ما يزيد عن العشرين عاماً طرح عبر هذه الصفحة (التشكيلية) بجريدة الجزيرة قبل ما يزيد عن الثلاثين عاماً، وأصبح في حكم الزمن والظروف، ولم يعد يرى التشكيليون أثراً له مع أنه ليس هناك ما يعيق تنفيذه.. حلم يرون في تحقيقه مزجاً بين خيال الفنانين بواقعية المهندسين، توج ذلك المطلب لعد نشره في جمادى الأولى من عام 1408هـ بموافقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تمت إحالته لمعالي أمين الرياض في ذلك الوقت الشيخ عبدالله النعيم الذي رحب بالفكرة عند لقاءه بالمحرر، مع ما تلقاه التشكيليين لاحقاً من ترحيب من معالي أمين الرياض سمو الأمير عبدالعزيز العياف بعد إعادة طرحه ولقاء المحرر بسموه الكريم في إحد المناسبات الثقافية، فكان هذا الترحيب بالفكرة السابق واللاحق مصدر تفاؤل وارتياح للتشكيليين، نقلت الجزيرة لهم مطالبة سمو الأمين بطرح ما لديهم من أفكار.
وإن كان الحلم السابق المتمثل في إضفاء بعض اللمسات الجمالية على عدد من الأنفاق أو الجسور وسط مدينة التشكيليين كان متواضعاً، فإنهم اليوم يجددون الأمل في أن تتولى هيئة تطوير الرياض تحقيق هذا الحلم من جديد بشكل أعم وأشمل يتناسب مع حجم ما حققته الهيئة وما أصبحت عليه الرياض، باستعراض ما لديهم وما يضفي جانباً جديداً من اللمسات منها الأشكال الجمالية المنفذة بالنحت على الحجر تحمل فكرة أو مضموناً حضارياً يتلاءم مع الواقع المحيط إضافة إلى تخصيص مساحات أو زوايا مدروسة لتكون جداريات بالحفر الغائر والبارز أو بالتلوين المنسجم مع الموقع والمحيط، أسوة بما هو متبع عالمياً في منح الفنانين فرص المشاركة في التجميل والتحسين.
انطلاقاً من
إن من يتابع هذه الإنجازات يستشرف مستقبلاً يحمل في ثناياه الكثير من تحقيق الآمال ومنها إنشاء مدن ثقافية أو مجمعات إبداعية تقوم بها أمانة المنطقة أو الهيئة العليا لتطوير العاصمة تضم المسرح وقاعات الفنون ومتاحف شعبية وورش تصنيع لمشغولات يدوية في أي من المواقع التي تشرف عليها الهيئة ومنها ما يتم في الدرعية من تأهيل وتهيئة لمواقع أثرية المحافظة التاريخية التي يقوم عليها سمو الأمير أحمد بن عبدالله المعروف باهتمامه بهذه المحافظة وبتطويرها وبما لدى سموه من تقدير للثقافة عامة وللفنون التشكيلية على وجه الخصوص بأن يمنح التشكيليين مراسم ومتحفاً في المحافظة لتكون ملتقى للتشكيليين على مستوى المملكة ومزار للوفود والضيوف، إضافة إلى بعض المواقع في الحي الدبلوماسي، يمكن أن تحتضن مثل تلك الأماني والرغبات لفئات تمثل ثقافة الوطن، في مشروعات تعد جزءاً من المنظومة التي يخطط ويرسم لها البرامج في مجال التطوير. يأتي هذا المطلب وبإعادته للمرة الثالثة انطلاقاً من ثقة التشكيليين في الهيئة العليا لتطوير الرياض و في المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة رئيس مركز المشروعات والتخطيط بالهيئة، الذي وصفه التشكيليون بالمهندس الذي يمتلك وجدان فنان وقيل عنه فنان في جسد مهندس، هذا الوصف وكل ما قيل أيضاً على فريق العمل الذي ينجز مثل هذه المشروعات العظيمة لتي حققت لعاصمة الرياض خصوصية وأصبحت به أنموذجاً للمدن الحديثة التي تجتمع فيها مظاهر الحضارة العصرية بهوية لها قيم اجتماعية ونمط بناء وقبول لكل جديد في مجال التنمية.
الكثير من الأحلام لا تتسع المساحة للحديث عنها تمتليء بها جعبة التشكيليين التي تزخر بهم جمعيتهم وتعتز وتنتظر استجابة وتفاعلاً ممن ينتظر منهم الدعم.