تخيّل لوكنت مقيماً في أحد الفنادق وجاء على بالك (كاس شاي منعنش)، وبعد أن تضغط على الرقم 9 يجيبك الطرف الآخر لتقول له بكل ثقة: (عطني شاهي لو سمحت يا صديق) لتفاجأ بأنك في الحقيقة اتصلت على الرقم 999 عمليات الدوريات الأمنية..!
نعم؟! الشرطة؟! مع السلامة (أنحش يا ولد) إنك في ورطة..!
هذا بالفعل ما حدث مع أحد (كبار السن) في فندق بجدة اتصل بغرفة العمليات معتقداً أنه يطلب (خدمات الغرف)..! وبعد تحديد مكان الاتصال اتضح أنه اتصل عن طريق (الخطأ) بالضغط على الرقم 9 ثلاث مرات من هاتف مباشر, وقد كشف ذلك قائد غرفة عمليات الدوريات الأمنية في محافظة جدة للزميلة صحيفة الشرق.
اللافت هو استلام غرفة العمليات بجدة يومياً لما معدله (673 بلاغاً) مزعجاً من هذا النوع, قد يكون بعضها بطريق الخطأ خصوصاً مع انتشار ظاهرة الرسائل الملغومة بين الشباب عبر (البلاك بيري) أو (الواتس أب) التي (تحوي رابطا) ضمن رساله تثير الفضول مدعومة بعبارة (انتبه لا تفتحها وجنبك أحد) ليتوقّع المستلم أنه مقطع فيديو أو صورة بحسب محتوى الرسالة، ولكنه يجد نفسه وقد اتصل (بالشرطة) في النهاية، لأنه فتح الرابط بسرعة البرق وأكل المقلب: ألو.. مين؟! الشرطة! أهلين.. يا الله حيّهم، لا.. بس كنت بفتح مقطع ذا وش اسمه.. طوط طوط؟!
الحقيقة كان الله بعون موظفي تلقي (البلاغات) إذا كانت غرفة عمليات الدوريات الأمنية بجدة وحدها تلقت حتى اليوم وبحسب (قائدها) أكثر من (2.5مليون) بلاغ في أقل من ستة أشهر، فمن المؤكّد أن بعض المتصلين (بالدوريات) كانوا يبحثون عن المساعدة من جهات أخرى مثل الإسعاف أو المرور أو الدفاع المدني وهذا يدل على أن الرقم الأشهر والأسهل عندنا جميعاً صغاراً وكباراً مواطنين ومقيمين هو 999..!
وهذا - حقيقة- يطرح تساؤلاً حول أهمية وإمكانية (توحيد) رقم تلقي البلاغات الأمنية، كما هو معمول به في الكثير من البلدان بحيث تتصل برقم موحّد لكل حالات الطوارئ وهو يقوم بتلقي البلاغ وتمريره ومتابعته، من المؤكّد أن هذا الأمر قد طرح سابقاً, له إيجابيات وله سلبيات ويحتاج لبنية تحتية وغير ذلك من الأمور والأعذار، ولكن في اعتقادي أن توحيد الرقم لكل الخدمات الأمنية سيفيدنا كثيراً خصوصاً عند حاجة كبار السن أو الأطفال والنساء للإسعاف أو الدفاع المدني بشكل سريع، تذكر عاد هي 997 وإلا 998 وكل ثانية لها تأثيرها بينما الرقم الموحّد سيجعلك تطلب النجدة والمساعدة بسرعة..!
أكثر شيء أسعدني في الخبر المنشور على الصفحة الأولى هو (كرسي المساج) المخصص للموظفين المناوبين في (غرفة العمليات بجدة)، لن نطلب شاي مثل (الشايب) ولكن سنقول: ألو.. الشرطة؟! مبروك (المساج) بالعافية عليكم، وتستاهلون والله!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net