من الواضح أن هناك حملة شعواء على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فمنذ مدة والافتراءات تترى على هذا البرنامج بلا توقف، ومع أنه اتضح التدليس والكذب البواح للكثير من هذه الشائعات، إلا أن الأمر لا يزال يزداد بوتيرة غير عقلانية، وللأسف أن من يقود زمام هذه الشائعات التي تربك الطلاب في الخارج وذويهم في الداخل هم من يفترض أن يكونوا الأكثر حنكة، والأحرص على التثبت من الأخبار من مصادرها، ولكن ما يحصل هو العكس تماما.
قبل ما يقرب من العام جزم أحدهم أن ما يقارب الثمانين بالمائة من أبنائنا المبتعثين يعاقرون أم الكبائر، وثارت ضجة كبيرة، وساد قلق لدى أولياء الأمور، إذ إن سلوكا مثل هذا يعني عدم كفايتهم لتربية أبنائهم، وراسلني حينها عدد كبير من المبتعثين يفندون ذلك الادعاء الذي نشره من يفترض أنه زار بعض دول الابتعاث، ولا ندري حتى اليوم من تكفل برحلته التي انتهت بكارثة ما زال أبناؤنا المبتعثون يعانون من آثارها، ولم لا، وهي تتهمهم في سلوكهم وأخلاقهم، ولم لا، وقد كادت أن تتسبب بشرخ في علاقتهم بأسرهم، ومع ذلك فإن المسلسل لم يتوقف بعد تلك الطامة الكبرى.
ومنذ ذلك التاريخ والمعارضون لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث يتفننون في تزييف القصص، وترويج الأكاذيب، والمبالغة في سرد الأحداث العادية التي يمكن أن تحصل في أي مكان خارج إطار برنامج الابتعاث في مسلسل أصبح يصيبنا بالغثيان والكآبة، ولكنهم لا يملون أبدا، وقد تنوعت تلك الحكايات، فمن تنصر الكثير من الطلاب، إلى الادعاء بأن بعض الجامعات تجبر طلابها على الذهاب إلى الحانات!، إلى انخراط الطلاب في نشاطات لا يجوز ذكرها في هذا المنبر الراقي، وكل هذا يهون عند ما ادعاه أحد أشهر الوعاظ المحليين.
لقد تفتق ذهن هذا الأخ الكريم عن فكرة جهنمية تتمحور حول أهمية عمل اختبار للكحول لكل مبتعث حال عودته للوطن، على أن تنشأ معامل التحاليل داخل المطارات!، ومع أن هذه الفكرة ليست غريبة عليه، إذا أخذنا في الاعتبار تاريخه مع « الفرقعات الإعلامية»، إلا أنه أبعد النجعة هذه المرة، فالأمر يتعلق بمئات آلاف الأسر المحافظة وأبنائهم، ولذا وقع في فخ من جعله في صدارة مشهد الحرب على برنامج الابتعاث. وختاماً، أطمئنكم أن معظم أبنائكم المبتعثين هم شباب على قدر المسؤولية.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2