في شمال أحياء مدينة الرياض أزمة قبول في مدارس التعليم العام (بنين وبنات)، ومن المؤكّد أن هذه المشكلة ليست وليدة الحاضر، ولم يكن هذا التناول هو الأول ولن يكون الأخير، تناولها أكثر من مقال، وأكثر من تحقيق صحفي، ومرئي، وصوتي.
الأزمة تتفاقم، وتتفاعل اجتماعياً.
ثلاثة وزراء تعاقبوا، ومثلهم مديرو تعليم، وكل واحد منهم استعصى عليه نبش الملف، أو حله.
التعليل واحد، والمشكلة تتقاذفها عدة جهات.
(التربية) لا تمتلك سوى هذه الإجابة (لا يوجد أراض)، لكنها لم تسأل أين ذهبت؟ وكيف ذهبت؟ ولماذا؟
طبعاً المواطن، لا تهمه الإجابات بقدر ما يهمه حل مشكلته المزمنة.
قد تكون هذه المشكلة محصورة في أربعة أحياء (الغدير، النفل، الفلاح، الصحافة).
سيأتي التدخل، ومحاسبة المتسبب حين تتصاعد الأزمة، وتقع الكارثة، نتيجة التكدس، والفوضى يجب ألا تكون هي التي تقود إلى الحلول، أو أننا نرضى مثل هذا الأسلوب.
الصمت لا يمكن أن يستمر، وتقاذف المسؤولية، أو التنصّل منها ليس هو الحل.
اليوم بطبيعة الحال ليس كالأمس، وتقدير مصلحة المواطن، والبحث عن استقرار المجتمع ورفاهيته، نفسياً واجتماعياً أمسى هو الهاجس الكبير لحكومتنا الرشيدة، وللمؤسسات الخدمية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والإصلاح قادم، طالما أن هذه القيادة تتبناه وترعاه، بل تنشده في جميع خططها التنموية.
قلق كبير يعيشه المواطن في هذه الأحياء، وبخاصة أرباب الأسر الكبيرة، فليس من الميسور لكل مواطن هناك إلحاق أبنائه بالمدارس الخاصة، وليس من الميسور كذلك تأمين وسيلة نقل في مدينة، كالرياض، تعاني هي الأخرى من مشكلة الازدحام المروري الذي تحوّل إلى ظاهرة اختناق، في ظل عدم وجود بوادر حل لهذه المعضلة.
من المؤكّد أن وزارة (التربية) ليست هي السبب الوحيد في مصادرة المرافق، أو التفريط بها، أو تحريرها، أو بيعها، سمها ما شئت، بل أسهمت معها عدة جهات، وليس أمام (التربية، والمالية) سوى التصدي، وتدارك الوضع.
ليمتلك المسؤول عزيمة (غازي القصيبي) رحمه الله، حين كان وزيراً (للصحة)، وواجه ذات المعضلة، لينبري بكل جرأة إلى شراء بعض الفنادق وتحويلها إلى مستشفيات، واليوم، وهو رهين القبر، ورهين العمل، يلهج بالدعاء له المرضى.
المبادرة، واستباق المشكلات هو الذي سيحسب للمسؤول، وسيكتبه له التاريخ.
ورجل بقامة الأمير (فيصل بن عبد الله) لا يختلف اثنان بأنه قدّم للتعليم بإرادته وبعزيمته وبدعم من القيادة الشيء الكثير.
ولن يستعصي عليه مثل هذا الموضوع متى وقف على جميع حقائقه وأبعاده.
dr_alawees@hotmail.com