الجواب بكل أريحية وصدق طبعاً لا، فأنا لا أتحكم بعقائد الناس واختياراتهم، ولا أستطيع أن أفرض ديني وعقيدتي ومذهبي على أحد، أو أن أعتبره الصواب الذي يجب أن يعتقده الجميع قسراً، لأن الانسان خُلق مختاراً عاقلاً له القدرة على التمييز بين الأشياء ومن ثَم حرية الاختيار، ولكنني ضد العنصرية الطائفية، وضد تسخير الدين والمذهب من أجل الاعتداء على الآخرين أو النيل منهم أو تأجيج نار الفتنة! فإن هذه الأفعال ليست من شيم ولا أخلاق شيعة علي رضي الله عنه وعلى آل بيته. فما أراه مؤخراً من فلول الصفوية في العراق، وقياداتهم من إيران الفارسية، وما تبثه من نار الفرقة في الشعوب من خلال استخدام واستغلال المذهب “الشيعي” لتمرير مشاريع إيران التوسعية ولتنفيذ أجنداتها المشبوهة، يجعلني أصيح بأعلى صوتي بـ لا للتمدد الشيعي المتعاظم هذه الأيام على مستوى الخليج العربي ككل، وهذا وبلا شك على حسابنا في المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات وعُمان سواء من الناحية الأمنية أو السياسية أو حتى الجغرافية .وهذا التمدد المذهبي لو كان ناتجاً عن إيمان ومبادئ دينية -بغض النظر عن اختلافنا التام مع هذا المذهب- فإن هذا مرده كما أسلفت إلى حرية الإنسان وقدرته على التمييز والاختيار، لكن حينما يكون هذا التمدد المذهبي “مدفوع الثمن” ولأغراض سياسية لا أخلاقية، فهنا من الصعب أن نتهاون في الحذر من هذا الخطر، والتمدد المذهبي الشيعي “الصفوي” لم يستهدف دول الخليج العربي فحسب، بل هو يجول دول العالم ومثالا على هذا حينما التقيت في أحد المؤتمرات قبل عدة أشهر في مدينة دبي بصحافية من جزر القمر، ودار نقاش طويل بيننا بعد أن قدمت لي تعريفا عن موطنها، وأنهم جميعا مسلمون على مذهب أهل السنة والجماعة، إلا أنهم مؤخراً بدأ ظهور المذهب الشيعي لديهم! أخذت تروي لي هذه التفاصيل بحسرة وألم عن وجود مراكز متخصصة لنشر التشيع بتمويل وإشراف إيراني!
بعد هذا المثال، وما يُمكن أن نقيس عليه، فإنني أعود إلى أن أي انتقاد لا يوجه لشخص أو لسلوك لأنه صادر عن أحد أفراد الطائفة الشيعية، كما أنني لا يمكن أن أقبل الوقوف ضد الوطن باسم الغيرة الدينية “المذهبية” التي تقودها إيران في بلاد الخليج العربي، وتذكي نار الفتنة باسم الدين وهي تضلل عدداً من الشباب في القطيف والبحرين على الثورة ضد أنظمة أقل ما يقال عنها أنها في صف شعوبها أكثر من أي أنظمة أخرى مزعومة.
إنني أدعو عقلاء الطوائف أن يجتمعوا ليحدوا من نزف الدم، وخاصة الشباب الذين يُدفعون للعمليات غير المدروسة ضد رجال الأمن والشعوب من أجل حفنة من الملالي في فارس، لا يخافون في مسلم إلاً ولا ذمة، مقدمين هؤلاء الشباب طعماً وتأجيجاً على إخوانهم ومواطنيهم، بدلاً من حثهم على الدخول في التنمية والمشاركة الفعالة في مجتمع بناء ومنتج..
لم أكن يوماً ما ضد العقلاء ولن أكون كذلك، بل في صف كل مؤمن سواء شيعي أو سني عاقل يميل للسلم والسلام بدلاً من العنف والقتل والمولتوف والضلال، الذي يدفع ثمنه الوطن وتنميته وبناؤه، وشبابه أيضاً!
www.salmogren.net