بانتهاء العمل الموسمي الكبير (المبرمج) والمعتاد للإدارات والأجهزة الحكومية والشركات العملاقة أيضًا يبدأ العمل والاستعداد للدورة القادمة والموسم الجديد بدراسة الأخطاء والسلبيات التي حصلت لتفاديها وتجاوزها في العام القادم والدورة الجديدة والإيجابيات ونقاط القوة لدعمها وتعضيدها وتطويرها وذلك من خلال المراجعة الدقيقة والشاملة لـ(خطة العمل)، التي تم تنفيذها والأخذ بها وبطرق عديدة منها الاجتماعات المجدولة المعتادة أو ورش العمل المرتبة أو الندوات الموسعة وغيرها ومن ثم يبدأ العمل والإعداد للموسم القادم بشكل أكثر تطورًا ووفق نهج يعتمد على نتائج مبنية على دراسات وممارسات ومحاولة عدم ترك الأمور والمعالجات للصدف.
وبانتهاء دوري زين للمحترفين وذهاب كل فريق بحصاده مما زرع وحصوله على ما يستحق تبدأ بعض الفرق التي تعتمد إداراتها على العلم والمنهجية والعمل المنظم من الآن وقبل انتهاء الموسم الرياضي؛ الإعداد للموسم القادم والتجهيز له بعد فتح ملفات الدوري والاستفادة مما فيه، وهو أمر ستظهر أهميته ونتائجه من أول الموسم القادم الجديد، مثل ما ظهر هذا الموسم على الفرق التي أخذت به الموسم الماضي وتحديدًا الشباب والأهلي والفتح وإلى حد ما الهلال، ولابد أن تستفيد فرق أخرى من التجربة ومن النتاج ويكون لها نفس العمل ونفس المحاكاة في الموسم الجديد،حتى ينعكس ذلك على وضعها وأدائها ومستواها وبالتالي على الدوري بشكل خاص والكرة السعودية بشكل عام وهو أمر ننتظره، بل نتوقعه من العديد منها خاصة تلك التي (انقرصت) بشكل حاد هذا الموسم وعانت الأمرين رغم الإمكانات التي تملكها وأمل جماهيرها العريضة وعلى رأس هذه الفرق الاتحاد والنصر، غير أن أكثر جهة بحاجة إلى وقفة طويلة أمام أدائها في الموسم الماضي وبرامجها وخطتها العامة ومراجعة للسلبيات العديدة التي وقعت فيها والأخطاء التي حدثت والعقبات التي اعترضتها، هي بالتأكيد رابطة دوري المحترفين بتشكيلها الجديد الذي اكتمل بدخول ومشاركة أعضائها ممثلي الأندية، وهي مطالبة بأن تقوم بفتح نقاش عام ومفتوح مع أدوات اللعبة الأخرى والمؤثرين فيها ومع مسؤولين عن الأندية الهابطة والأندية الصاعدة أيضًا (بعد أن تتضح الرؤية في الدرجة الأولى) وأيضًا بمشاركة لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم الأخرى وذلك عن طريق عقد اجتماع، بل اجتماعات وورش عمل مشتركة خاصة لهذا الغرض تحت مسمى (مؤتمر دوري زين العام) أو مؤتمر رابطة دوري المحترفين، يتم فيها دراسة موسم الدوري المنقضي من كافة جوانبه السلبية والإيجابية، الضعف والقوة على أن يسبق ذلك (إعداد) عملي جيد ينتج عنه أوراق عمل محددة توضع في برنامج وجدول أعمال الاجتماعات التي يفترض أن يكون انعقادها بناء على دعوات رسمية للمشاركين والمطلوبين للحضور وتكون موجهة وليست مفتوحة ولا متروكة لمن يرغب ويشتهي.
كلام مشفر
- لم يُعدُّ موضوع تشكيل اللجان للقضايا والفضائح والكوارث التي تحصل في الرياضة خاصة في كرة القدم أمرًا مفرحًا أو مقنعًا للرياضيين مع ازدياد تشكيلها من دون عرض نتائجها ومن دون خروج قرارات مرضية أو يكون فيها علاج أو منع للأخطاء التي تقع وأخذت تتكرر.
- ومن كثرة اللجان التي تشكلت يبدو أن من الصعب على المسؤول متابعة اللجان وأعمالها، وأصبح الأمر طبيعيًا جدًا في أن يتكرر وجود أشخاص في أكثر من لجنة إلى الحد الذي يصعب على البعض ملاحقة أعمال واجتماعات اللجان التي يكلفون بها.
- وهنا أكرر اقتراحي بتشكيل لجنة خاصة يكون مهمتها (متابعة اللجان) ويكون من مهامها ملاحقة أعمالها وقراراتها وأيضًا (فرز) أعضائها قبل تشكيلها حتى لا يتكرر وجود أسماء في أكثر من لجنة ربما بعضها يعارض بعض.
- إذا عقد مؤتمر دوري زين أو رابطة دوري المحترفين، فان الدعوات التي توجه لمن يطلبون للمشاركة يفترض أن تكون رسمية ومحددة وتشمل التكلفة من تذاكر سفر أو أوامر اركاب وإقامة وخلافه كمطلب لتأكيد الرغبة للحضور.
- لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم جميعها بحاجة إلى مؤتمرات عامة ولقاءات رسمية مع متخصصي وخبراء ومسؤولي كل لجنة حول ما يتعلق بها وأعمالها سواء الدوري أو بعد انقضاء الموسم الرياضي.
- كثير من المتخصصين العاملين في الأندية وخارجها لديهم الكثير من الأفكار والملاحظات والمقترحات المفيدة التي يمكن أن تسهم في تطوير أعمال اللجان وتدعمها غير أنهم لا يجدون الاهتمام ويتشككون في القبول بما لديهم.
- عقد مؤتمر عام مفتوح لهم أو مؤتمرات مصغرة مغلقة حسب كل لجنة سيكون فرصة كبيرة لهم بشرط أن تكون الدعوات جدية باستضافتهم وتحمل تكاليف حضورهم وإقامتهم لا أن تكون (الدعوة مراكبية)!