ملتقى حاتم الطائي فكرة رائدة ومبادرة إيجابية، أطلقها النادي الأدبي بحائل خلال الفترة (18 - 20 جمادى الأولى 1433هـ)؛ بهدف ربط المنطقة بتراثها العريق، الذي يتجاوز الإطار المحلي إلى الصعيد العربي، وربما الدولي، بدلالة أن هناك شعوباً غير عربية تعرف هذه الشخصية الفريدة في خصالها الكريمة، وذلك من خلال كشف الجوانب الخفية في هذه الشخصية التاريخية، ومحاولة إشاعة القيم الإنسانية النبيلة التي عُرفت عنها،
كالكرم وإغاثة الملهوف وحُسْن الجوار وغيرها. وهي القيم التي تعكس الوجه المشرق لهذا الرمز الذي نال أعظم تكريم عبر التاريخ بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم له بأنه رجل يحب مكارم الأخلاق، وهي أخلاق المؤمنين المسلمين، كما تحمّل أحفاده واجب المحافظة على هذه الأخلاق كونها من أخلاق الإسلام، وأيضاً تكريساً لتاريخ جدهم بتطبيقها واقعاً! فهل تم ذلك فعلياً؟
إذا تجاوزنا الواقع الحائلي العام الذي يمتاز بكرم حاتمي في تعامله اليومي وعاداته الاجتماعية والاحتفاء بضيوفه، وتوقفنا عند حدود هذا الملتقى من حيث مدى تعبيره الصادق عن هذه الشخصية العظيمة، خاصةً أن الملتقى باسمه، فإننا نلحظ إخفاقاً جلياً في هذا التعبير، تمثل في حفل التكريم، الذي أُقيم على هامش انطلاق فعاليات الملتقى مساء يوم الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1433هـ (10 إبريل 2012م)، فحسب بيان اللجنة الإعلامية لملتقى حاتم الطائي، الذي سبق هذا الحفل، (فإن نادي حائل الأدبي يكرم ـ ضمن مبادراته ـ كوكبة من رواد الثقافة والمعرفة والأدب في المنطقة ممن أمضوا سنوات طويلة مع رواد الكتاب والنقد من أبناء المنطقة، سواء من داخلها وخارجها).
عندما تتأمل تلك الأسماء تجد طغيان المجاملة لبعض الشخصيات، التي لم تُسهم يوماً بأي حرف فضلاً عن مقال صحفي أو موقف تنموي أو إنجاز وطني لأجل منطقة حائل، مع تجاهل فاضح لكثير من الأسماء التي تستحق التكريم، كالدكتور عبد الرحمن الفريح، والأستاذ سعود الطرجم، والشاعر الكاتب شتيوي الغيثي، والأستاذ محمد سالم الراجح، والكاتب سعود البلوي، والأستاذ عبد الله المطيري، والأستاذ عبد السلام الحميد الذي عُرف بجهوده الثقافية في نادي حائل الأدبي في دورته السابقة على مستوى المملكة، فضلاً عن غياب تام لأسماء مثقفات المنطقة، وخصوصاً أن معيار التكريم حسب ذلك البيان وبتصريح رئيس النادي الحالي الأستاذ نايف المهبلب هو أن المكرمين: (يعتبرون من أبناء المنطقة، الذين تعاقبوا على دفة العمل الثقافي، والذين أسهموا في تأسيس شراكات ثقافية مع النادي، علاوة على خدمة المشهد الثقافي والاجتماعي في قضايا مختلفة؛ الأمر الذي كان له بالغ الأثر في توسيع دائرة نشاط النادي الأدبي والثقافي ليصل إلى أكبر شريحة من المثقفين والأدباء والمهتمين، ودفع عجلة الحراك الثقافي في النادي)، وهذا ينطبق تماماً على الأسماء التي أشرت إليها، ولا ينطبق بحال على بعض الأسماء التي كُرّمت من باب (المجاملة)، غير أنه فات على المنظمين أن حاتم الطائي كان كريماً، ولم يكن مجاملاً، خاصةً بهذه الطريقة الهزيلة، ومحاولة استجداء الإعلام لإنجاح الملتقى.
kanaan999@hotmail.comتويتر @moh_alkanaan