تخيل فقط أن كوكباً يفيض بالأسئلة وآخر ينوء بالأجوبة..
فكر معي يا ترى من يحل هذه المعضلة؟!
تماماً هذا هو حال الكلمات حين لا يصاحبها أفعال..
لو لولم تكن الأبواب هي الأبواب والعتمة هي العتمة.. لو لم تكن النوافذ مجرد أشكال هندسية مرسومة بالفحم على الجدران لربما عرفنا معالم الطريق..
تعددت العبارات والفشل واحد.. وقلة الحيلة واحدة..
ليس أسوأ ولا أكثر خيبة وتعاسة من تلك الكلمات التي لا تطفئ ظمأ ولا تؤوي شريداً ولا تملأ فارغاً..
أردت أن أكتب فإذا بي أطلق تنهيدة حائرة، تصاعدت رغماً عني فما كان لها أن تتوارى أو تختنق داخل صدري، هذه التنهيدة لأجل ما أنا بصدد الكتابة حوله.. وأعلم بأن ما أنا بصدد الحديث حوله لن يتحرّر من داخلي ولو بإطلاق ألف تنهيدة وتنهيدة وإنما بإيقاظ العقل والمنطق ووضع خطوات عملية واقعية أكيدة من خلال عمل جمعي تبحث فيه وتناقشه مجموعة من العقول من شتى التخصصات المختلفة والمؤهلات العالية..
هل تذكرون طفل الرابعة (أحمد الغامدي)- رحمه الله- الذي قتلته زوجة أبيه، والتي ملأت قضيته يومها الصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي؟! كان ذلك في العام الماضي، هذه حكاية ظهرت للإعلام ولا أستبعد أن هناك مئات الحكايات أدنى من ذلك أو أعلى حدثت بسبب انفصال الزوجين بالطلاق.. هناك أسباب عديدة لمقتل أحمد، لكن لو كان لدينا قانون يحمي الأطفال ويضع لهم الأولوية في الاهتمام لكان هذا الطفل في حضن أمه ولما حدث له ما حدث، فالأم مهما بلغت من السوء، من المستحيل أن تُقدم على إيذاء طفلها مهما بلغت من القسوة والعنف، إلا في حالة واحدة لوكان لديها خلل أو اضطراب نفسي، وتلك حالة استثنائية.
مثال آخر.. سيدة هي في الأساس زوجة وأم لطفلين.. تم ابتعاثها من قبل جهة عملها لدراسة اللغة الانجليزية ومن ثم الدكتوراه بمرافقة زوجها، بعد نهاية السنة الأولى بدأت المشكلات تتصاعد بينها وبين الزوج، كان السفر فرصة أكبر لإزاحة الستار عن الصور المغلفة التي تشير إلى عدم التوافق بينها وبينه.. شعرت في النهاية بعدم قدرتها على العيش معه، وقد انتصف الطريق بها لا تستطيع التراجع عن الابتعاث فذلك أمر شبه مستحيل سوف يكلفها الكثير، ربما مستقبلها بأكمله، بعد الكثير من الخلافات والصدامات بينها وبينه قررت بعد الاستخارة ضرورة الانفصال عنه، الأمر ليس سهلاً، ولن ينفصل عنها هكذا بمنتهى البساطة، هكذا كان لسان حال الزوج، فمالذي حدث؟ أصر الزوج على عدم الطلاق وللضغط عليها أخذ الأبناء معه وذهب أخوها بدلاً عنه للبقاء مع أخته، أما الأبناء فقد كان الصغير حين بدأت المشكلات بين الأم والأب في السابعة من عمره، كان شديد التعلّق بأمه، غالباً لا تسير بمحاذاته في الشارع أو تجلس في مكان ما بجانبه إلا وقد احتضن كفها يوسعها لثماً وتقبيلاً بمناسبة ودون مناسبة، أما الابنة ففي بداية المراهقة، وهي بأمس الحاجة للأم، ورغم ذلك أصر الأب على عناده.