يقال إن الطفلة (إيزابيلا) هي أذكى أطفال بريطانيا، إن لم تكن (الأذكى عالمياً) وأنه تم اكتشاف عبقريتها بداية هذا الأسبوع، فعلى الرغم أن عمرها لم يتجاوز الـ(6 أشهر) بعد, إلا أنها تستطيع (الكلام) والتواصل مع والديها ويفهمان ما تقول بوضوح، بل إن الطفلة تردد (جملا من لغات أجنبية) أيضاً!! ممم ودي أصدق.. بس ممكن الخواجات عليهم طلعات؟!.
الوالدان يقولان إن طفلتهما واسمها الحقيقي (إليزاببيث أو نيكيوك) تطلب الطعام وتستخدم الحمام بشكل طبيعي دون الحاجة للحفاظات (أكرمكم الله)، إضافة إلى أنها تعرف الموسيقى وتستطيع تنظيم (أوركسترا) موسيقية... مو كنها (قوية شوي)؟!.
ما يخالف أنتم (الخواجات) تتعاملون مع أطفالكم باهتمام كبير ورعاية فائقة لكن ليس لدرجة أن (إيزابيلا) وعلى فكرة هذا اسم الدلع، تتكلم وتقود (أوركسترا) وهي في (المهاد) يعني الأمر لابد وأن فيه مبالغة مهما كانت (عبقرية الطفلة)..؟!.
عموماً هذا الأمر يذكرنا بوجوب مراعاة (الطرق الحديثة) في تربية الأطفال, خصوصاً مع تأكيد (الدراسات النفسية) أن تأثير الوالدان على الطفل (يتعاظم) جيلا بعد آخر، سواء كان تأثيراً إيجابياً من خلال منحه (الحنان) والثقة اللازمة بشكل متوازن، أو تأثيراً سلبياً بكثرة الشجار أو النقاش على مسامعه والإهمال حتى لو كان في سنته الأولى..!.
بل إن بعض الدراسات الأخيرة ربطت بين حالة ذكاء الطفل وصحته وبين مايدور حوله وهو في بطن أمه..؟!.
يعتقد بعض الآباء والأمهات أن دورهما تم على أكمل وجه بمجرد توفير المتطلبات المادية وإيجاد الخادمة أو المربية (رغم أن أسعارهم هاليومين ما تنطال)، والاكتفاء بذلك مع متابعة الطفل من بعيد، والانشغال بالعمل أو كثرة المناسبات والمسايير..؟!.
لينشأ الطفل إما يتحدث بلغة (مكسرة) أو يتأخر عنده النطق، ويتكاسل تفكيره بسبب متابعته المستمرة (للتلفزيون) إذا لم تكن عند الأم (مربية)، وفي الجانب الآخر سيكون ممنوعاً من الكلام والتعبير عندما يكبر بسبب عادات المجتمع وأفكاره، المدرس سيقول له (آآوص.. صه أسكت لا أطلعك..!)، والوالد سيقول له (لا تتكلم عند الرجاجيل أصمت)، وفي المنزل سيقال له (أزعجتنا.. اسكت) وفي النهاية سنرى أن ما حدث مع (إيزابيلا) هو نادر..!.
والحقيقة أننا نسينا أو تجاهلنا أن (السر) يكمن في منح الوالدان (كامل الحرية) لطفلتهما، واحتضانها للتعبير عما بداخلها بكل حب واهتمام، ومنحها كامل وقتهما، وهو السر الذي كنا نملكه في ثقافتنا وديننا.. عندما كان أطفالنا يحفظون القرآن، ويقودون الجيوش.. (كأبطال) لمجتمع أرادهم كذلك لأنهم (أبناء أبطال) منحوهم كل الوقت والجهد..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net