ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 15/04/2012/2012 Issue 14444

 14444 الأحد 23 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

بدأت انتفاضة الشعب السوري في شهر مارس 2011م على أثر قيام أحد أجهزة الأمن باعتقال مجموعة من الأطفال ومن ثم معاقبتهم بتقليم أظفارهم لقيامهم بكتابة عبارة (يسقط النظام) على جدران المدارس مسايرة لما تم في بعض الدول العربية التي مرت بما يعرف (بالربيع العربي) بل إن جلاوزة الأمن لم يكتفوا بذلك بل طالبوا أولياء أمور هؤلاء الأطفال بأن يقوموا بإنجاب أطفال آخرين أفضل منهم فإن لم يستطيعوا فإن رجال الأمن على استعداد لذلك فأي تبجح هذا تصرف عنيف مع الأطفال وقول مهين مع الإباء.

وقد عمت الانتفاضة سائر المناطق السورية ولاقت ترحيباً من سائر الشعب السوري من المجتمعين الإقليمي والدولي لكونها تهدف إلى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة واحترام حقوق الإنسان في سوريا، وعندما لجأ النظام السوري لسياسة الترهيب والقتل والخطف والاعتقال لقمع هذه الانتفاضة ادعى بأن هذه الانتفاضة عبارة عن أعمال شغب وتدمير تقوم بها عصابات مسلحة وذلك لكي يبرر أمام العالم قيامه بقتل وقمع شعبه تماماً مثلما فعل النظام في عهد حافظ الأسد سنة 1982م في حماه حيث أطلق على نشطاء الانتفاضة آنذاك عصابة الإخوان المسلمين التي قتل واختفى فيها عشرات الآلاف.

ولكن كما يقال - حبل الكذب قصير - فكذبة العصابات المسلحة التي روج النظام السوري لها للقضاء على الانتفاضة الحالية لم تصدق داخلياً أو إقليمياً أو دولياً وذلك بسبب أجهزة التقنية الحالية، فرغم قيام النظام السوري بمنع تغطية أحداث الانتفاضة من أجهزة الإعلام العربية أو الدولية إلا أن نشطاء الانتفاضة استطاعوا عن طريق الإنترنت بث بعض مظاهر الانتفاضة للعالم بما يثبت أن الانتفاضة سلمية ولا يوجد ما يسمى بالعصابات المسلحة حيث لم تتم المواجهة المسلحة مع قوى الأمن السورية بعد ذلك إلا مع الجيش الحر الذي يمثل الضباط والجنود والأفراد الأحرار الذين تركوا الخدمة بالجيش النظامي بعد رفضهم قتل إخوانهم المواطنين ممن تظاهروا بصورة سلمية.

وبعد كان الأحرى بالنظام السوري، وقد انتفضت غالبية الشعب ضده أن يقوم بإصلاحات جادة ونزيهة وأن يخفف وطأة الضغط الأمني تجاه المواطنين أو يقوم بترك الحكم وفتح المجال أمام الشعب لاختيار من يراه لتولي الحكم لأن نهج سياسة القمع والعنف لن تثني الشعب عن الاستمرار في انتفاضته مهما كان الثمن حتى يحقق جميع مطالبة وفي مقدمتها الحرية والكرامة.

وذلك لأن الشعب السوري في غالبيته قدم التضحيات الكبيرة من الشهداء والجرحى والمعتقلين، بل إن كثيراً من نساء سوريا لم يسلمن من بطش هذا النظام، فقد تم اغتصاب البعض منهن ممن يفترض أن يقوموا بحمايتهن والدفاع عن عرضهن، فالجرح الذي خلفه النظام عميق ومن الصعب التئامه أو نسيانه، لذا فإن فرص النظام في الاستمرار في الحكم شبه معدومة.

إن الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي التي وقفت مع الشعب السوري تجاه النظام لا تضمر العداء للنظام السوري فقد كانت صديقة له قبل انتفاضة الشعب السوري، ولكن ساءها تصرفات النظام الغريبة تجاه شعبه، فالنظام الذي يرهب الشعب ويقمعه بل يقتله بوحشية لم يعد صديقاً بل إنه بعيد عن الإنسانية الحقيقية.

asunaidi@mcs.gov.sa
 

النظام السوري وكذبة العصابات المسلحة
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة