|
كتب - عمار العمار :
نتعرف مساء اليوم على هوية بطل دوري زين السعودي للعام 1432/ 1433 بلقاء الموسم ولقاء الختام الشرس، الذي سيُنهي إثارة بلغت مبلغها، وسيكتب الفصل الأخير لهوية البطل في اللقاء الذي سيجمع الأهلي مع الشباب في جدة لحساب الجولة الأخيرة، وسيتزامن مع هذا اللقاء لقاء آخر سيجمع الهلال بالاتفاق على استاد الملك فهد الدولي بالرياض..
لقاءا اليوم سيحددان المراكز الثلاثة الأولى في صراع كبير لم يشهده الدوري منذ زمن بعيد بتنافس مثير بين ثلاثة أندية على لقب الدوري إلى ما قبيل ختامه بجولة، وهي الجولة التي أطاحت بآمال الهلال في الحفاظ على لقبه بالرغم من فوزه على نجران، وذلك بفوز الشباب على الأنصار، وانحصر اللقب بينه وبين الأهلي الفائز على الرائد في الجولة الماضية..
النقطة 64 ستكون فيصلاً في تحقيق اللقب متى ما وصلها أي من الفريقين؛ فتعادل الشباب يمنحه اللقب بوصوله للنقطة 64 وهي النقطة التي لن تتحقق للأهلي سوى بفوزه فقط، وهي النقطة نفسها التي وصل لها الهلال في الموسم الماضي. ويمتلك الفريق الشبابي فرصة الوصول إلى أبعد من ذلك بتخطي هذه النقطة والوصول إلى 66 نقطة بوصفه رقماً تاريخياً.
الأهلي × الشباب
تتجه الأنظار صوب استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة لمتابعة مباراة الفيصل والختام والتتويج، التي ستجمع الأهلي بالشباب في مواجهة قد لا تتكرر لهما في تاريخهما؛ فاللقب سيكون مهره غالي الثمن بينهما بحسابات مختلفة..
يدخل الفريقان وقد فرض المنطق نفسه بأن يكون الختام واللقب بينهما بعد سلسلة من المطاردة المثيرة؛ لتبقى الخطوة الأخيرة قبل تتويج أي منهما. ويمتلك الفريق الشبابي الفرصة الأكبر نقطياً عندما يلعب بفرصتي الفوز أو التعادل، فيما يلعب الأهلي بورقة الأرض والجمهور؛ ليكون التتويج على أرضه وبين جماهيره..
الفريق الأهلاوي ظهر بثوب جديد هذا العام، ووضح إصراره على إنهاء معاناة كبيرة أبعدته عن لقب الدوري منذ العام 1404، وحان الوقت لاستعادة المجد على أرضه وبين جماهيره، وبعد مستويات غاية في الروعة كان فيها المنافس القوي على اللقب منذ انطلاقة الدوري. وخرج الفريق بفوز كبير على الرائد في الجولة الماضية بنتيجة 5/ 1، وقبلها تألق آسيوياً بفوزه خارج قواعده على النصر الإماراتي 2/ 1 بالرغم من خسارته أمام نده التقليدي الاتحاد قبلهما. وواصل الفريق الأهلاوي تمسكه بوصافته وتمسكه بالأمل في انتزاع لقبٍ غالٍ تنتظره جماهيره بفارغ الصبر، التي ستحضر لمساندة الفريق بكثافة. يمتلك الفريق الأهلاوي في رصيده 61 نقطة في المركز الثاني، ويحتاج إلى الفوز، والفوز فقط؛ ليتوج باللقب، أما خسارته وفوز الهلال فسيعيداه للمركز الثالث، وهو ما لا يريده الفريق وجماهيره بعدما لاحت الفرصة في تحقيق لقب الدوري. وسيلعب الفريق الأهلاوي مساء اليوم مهاجماً بلا شك منذ البداية، وهي الطريقة الوحيدة التي ستقربه إلى الفوز معتمداً على قوة وسطه الضاربة وقدرته على صناعة الفارق وسط تألق كبير لتيسير الجاسم وكماتشو، إضافة إلى القادم لعالم النجومية محسن العيسى ومعتز الموسى كرباعي خط الوسط. وسيعتمد الفريق على المهاجم البرازيلي وهداف الدوري فيكتور سيمونس لترجمة الجهود، الذي سيفتقر لزميله العماني عماد الحوسني للإصابة، وهو غياب مؤثر بلا شك إلى جانب غياب الكولومبي باولومينو، وسيحل الشاب الموهوب ياسر الفهمي بديلاً للحوسني بجانب فيكتور. وستكون مهمة الدفاع الأهلاوي صعبه في ملاقاة الهجوم الشبابي القوي، وسيلعب كامل الموسى وجفين البيشي (عقيل بلغيث) في متوسط الدفاع، ومنصور الحربي وكامل المر كظهيري جنب. وفي المرمى الأهلاوي سيقف ياسر المسيليم.
وبفرصتي الفوز أو التعادل يدخل الفريق الشبابي هذا اللقاء معولاً على معنوياته الكبيرة في انتزاع لقب الدوري بنظام النقاط، الذي لم يسبق له تحقيقه من قبل، وبات على مرمى حجر منه، ولن يفرط الفريق في فرصته بعد فوزه السهل على الأنصار في الجولة الماضية وتشبثه بصدارة الترتيب برصيد 63 نقطة مقترباً من تحطيم أرقام قياسية بعد حفاظه على سجله خالياً من الخسائر طوال الموسم. والمتوقع أن يركن مدرب الفريق إلى امتصاص فورة خصمه الأهلي واستغلال حاجته للفوز بعدم الاندفاع واللعب على أخطاء الأهلي ومبادرته الهجوميه. وسيلعب الفريق الشبابي بتكثيف وسطه المتميز هذا العام بخماسي يعتبر الأفضل في خطوط الفريق بقيادة أحمد عطيف وديجباروف وويندل، إلى جانب فرناندو منغازو وعمر الغامدي، والأخير ستكون مهامه الدفاعية أكثر. وسيعتمد الفريق على هدافه المميز ناصر الشمراني في الهجوم وحيداً في محاولة لتصيد هفوات الدفاع الأهلاوية. ويتفوق الدفاع الشبابي على نظيره الأهلاوي بوجود تفاريس ونايف القاضي في متوسط الدفاع وقدرة ظهيري الجنب على المساندة الهجومية الفاعلة عبر الثنائي عبدالله الأسطا وحسن معاذ، والأخير يعتبر من أهم مفاتيح التفوق الشبابي هذا الموسم. وسيقف وليد عبدالله للذود عن مرمى الفريق..
القمة المنتظرة ستشتعل منذ البداية؛ لأنها مسك الختام، وكل منهما يسعى لتحقيق إنجاز تاريخي في ظل المعطيات والدوافع التي سبق ذكرها؛ فهل يحقق الشباب اللقب لأول مرة بنظام النقاط ويحطم الأرقام القياسية أم ينهي الأهلاويون معاناة 27 سنة بلا دوري؟؟
فنياً، الفريقان متساويان، وتكمن قوتهما في وسط الملعب الذي سيشتعل بين الطرفين من أجل السيطرة عليه، وفي الهجوم تبدو القوى متكافئة بوجود فيكتور في الأهلي والشمراني في الشباب وبينهما لقب الدوري ولقب الهداف. وفي الدفاع تبدو الغلبة للشباب الأكثر تنظيماً، وتشكل الأطراف في الفريق الشبابي قوة إضافية. وعلى مستوى الحراسة فياسر ووليد دوليان تألقا هذا الموسم، وخصوصاً الأول، وستكون القوى متكافئة..
الهلال × الاتفاق
وفي الرياض يلتقي الهلال الاتفاق في مباراة تهم الفريق الهلالي الطامح إلى خطف الوصافة والاستفادة من تعثر الأهلي أمام الشباب مع فوزه اليوم في المباراة التي ستُقام على استاد الملك فهد الدولي بالرياض..
فنياً ومعنوياً تبدو المباراة أشبه بتحصيل حاصل للفريقين، لكن الهلال كما ذكرنا يسعى للوصافة التي أكد رغبته فيها بعد فوزه على نجران في الجولة الماضية بهدفين للاشيء. وجمع الفريق الهلالي قبل هذه الجولة 59 نقطة في المركز الثالث، وينتظر أي تعثر للأهلي سواء بالخسارة أو التعادل ليقفز فوقه للثاني ويضمن المشاركة رسمياً في بطولة دوري أبطال آسيا. وربما تشهد المباراة بعض التغييرات في الفريق الهلالي لإراحة بعض لاعبيه الأساسيين قبل اللقاء المهم أمام الشباب الإماراتي بدوري أبطال آسيا، التي يعيش فيها الفريق وضعاً غير جيد حتى الآن. ويبرز من الهلال محمد الشهلوب وسالم الدوسري ونواف العابد وعادل هرماش ووليهامسون وعيسى المحياني وأسامة هوساوي.
وفي المقابل يدخل فريق الاتفاق من أجل تأدية الواجب بعد تبخر آماله في المنافسة قبل جولات عديدة، وبات يبحث عن تحسين الصورة المحلية لتعكس الصورة الجيدة التي قدمها الفريق في مسابقة كاس الاتحاد الآسيوي، الذي يتصدر فيه مجموعته بعد فوزه الأخير على فريق في جي المالديفي 2/ 0 واقترابه من التأهل للدور الثاني. وكان الفريق قد خسر من الفيصلي في الجولة الماضية 1/ 2، ولن تؤثر خسارته اليوم في موقعه في الترتيب الذي يحتل فيه المركز الرابع برصيد 43 نقطة، وربما يعمل مدربه على إشراك بعض لاعبيه الاحتياطيين ومنحهم الفرصة لإراحة لاعبيه الأساسيين لعدم أهمية المباراة بالنسبة له. ويبرز في الفريق الاتفاقي حمد الحمد ويحيى حكمي ويحيى الشهري وزامل السليم وتيجالي وحسن مظفر.