|
نشرنا في عدد أمس الكلمة التي ألقاها الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ في اللقاء المفتوح مع طلاب برنامج ماجستير الإدارة الرياضية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وفيما يلي الأسئلة وإجابات الدكتور عنها.
الطالب خالد الحارثي، طلب من الدكتور هاشم بعض النصائح والإرشادات لطلاب البرنامج.
أجاب الدكتور هاشم: أعتقد بهذا الفكر يستطيع طلاب البرنامج بأن يفرضوا أنفسهم، وحتى الإدارة المتوسطة في الأندية ما زالت تفتقر إلى الكفاءة العلمية والفكر والدراية، وبالتالي فأنتم كطلاب متخصصين تعتبرون طليعة في هذا المجال، وفي هذا الوقت بالذات لأن الرياضة في الحقيقة تحتاج إلى قدرات مؤهلة وأصحاب مهارات وكفاءة عالية وأنتم تتمتعون بهذه الكفاءة، كما أن الرياضة تحتاج إلى قدرات تنظيمية وتخطيطية تستطيع أن تقود الشأن الرياضي ووضع بيئة رياضية صحيحة وعلمية وسليمة لأن الرياضة في بلادنا عاشت طوال الفترة الماضية منذ عام 1372هـ وحتى الآن فترة اجتهادات وإرهاصات وهي جهود مقدرة ولكن جاء الوقت لكي يصبح للرياضة دور يعتمد اعتمادا كليا على التأهيل العلمي والفكر الرياضي القادر على إدارة هذا المجال وهذا طبعاً أمر بأيديكم أنتم.
بداية التصحيح
الطالب مؤنس شجاع، طرح تساؤلا كيفية معالجة النقد غير البناء في الإعلام الرياضي.
أجاب الدكتور هاشم: الحديث عن الإعلام الرياضي حديث طويل ويبدو لي أن بداية التصحيح هو أن توجه كوادر علمية مؤهلة في هذا الجانب ولعله يظهر منكم الإعلامي المؤهل ونحن متفائلون من هذا البرنامج والذي يعد الأساس، وعندما يصبح لدينا إعلاميون متخصصون وعلى هذا المستوى من التأهيل الكبير بالتأكيد سيعالجون المشاكل التي ترونها من تعصب للأندية واللاعبين والمناطقية وستتبدد عندما يكون هناك فكر مؤهل.
وأضيف هنا.. الاتحادات وإدارات الأندية ومجالس الشرف واللاعبون يعانون جميعاً، ويعيشون في متاهات والسبب غياب الفكر الرياضي، ونحن في الإعلام أحوج ما نكون إلى الإعلام المتخصص.
الأخلاق الرياضية
الطالب محمد العيسى، كيف نستطيع أن نجعل الإعلام الرياضي يرسخ الأخلاق؟
أجاب الدكتور هاشم: في الحقيقة الإعلام كان سبباً في تدني المستوى الرياضي في المملكة، وإذا اتفقنا أن الرياضة قيمة وأن العمل الإعلامي قيمة وأن العامل المشترك بينهما هو الإنسان ذو القيمة إذاً نستطيع أن نصلح الأوضاع الحالية وبما أن التخصص عن الإعلام الرياضي غائب والإدارة بمستوياتها المختلفة والشارع يغيب عنهما الفكر الرياضي بالتالي كما ترون، والحل الأمثل برأيي هو خصخصة الأندية الرياضية التي أعتقد تكون العلاج لجميع أمراض الرياضة الحالية.
البدايات الصحفية
الطالب علاء ملا، طلب من الدكتور هاشم التعرف على مسيرته وبداياته الصحفية.
أجاب الدكتور هاشم: بدأت بداية بسيطة قبل أن أكون إعلامياً، أولاً ولدت في مدينة جازان وبدأت حياتي العملية أثناء دراستي في المرحلة المتوسطة موظفاً في إدارة الجمارك وأول وظيفة عملت فيها هي مراقب عمال ثم فراشاً ثم وزاناً أزن البضائع للتجار ثم بعد ذلك سكرتيراً إدارياً وطابع آلة، وفي هذا الوقت بالذات يعني في المرحلة المتوسطة وتحديداً ثاني متوسط بدأت أهتم بالقراءة والإعلام وكانت الصحف والمجلات العربية تأتي كل 15 يوماً بسيارة البريد وبدأت علاقتي في ذلك مع مجلة المنهل ثم مجلة قريش وتعاملت مع الصحف كمراسل ومندوب، وتطور هذا إلى مساهمة بكتابة بعض المقالات والقصص الهلامية، والحقيقة غادرت المنطقة بسبب الصحافة لأنني كتبت قصة أوجدت لي مشكلة في المنطقة وهربت بجلدي لمدينة جدة وبدأت أتعامل مع جريدة اسمها الرائد للأستاذ عبدالفتاح أو مدين آنذاك، وكان في ذلك الوقت تنتشر صحافة الأفراد، ثم تعاملت مع صحيفة أخرى اسمها الأضواء ومجموعة من الصحف إلى أن بدأت العملية الصحفية مع صحيفة المدينة كمراسل ومن ثم محرر رياضي وبعد ذلك مديراً لتحرير الشئون المحلية، وبعد ذلك بدأت مشوار تعليمي الجامعي حيث ضحيت بالوظيفة الحكومية في الجمارك ومنصبي في صحيفة المدينة وتفرغت للجامعة.
بعد إتمامي تعليمي الجامعي عملت في مجلة اقرأ ثم صحيفة البلاد في منصب نائب رئيس التحرير حتى عام 1398هـ حصلت على بعثة لدراسة الماجستير والدكتوراه في أمريكا وغادرت آنذاك إلا أنه لظروف خاصة رجعت بعد 6 أشهر لمنصبي السابق نائب لرئيس تحرير صحيفة البلاد ومحاضرا في جامعة الملك عبد العزيز، بعد ذلك أكملت دراستي العليا و حصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة، في هذه الأثناء تم انتقالي إلى صحيفة عكاظ عام 1400هـ رئيساَ للتحرير حتى عام 1-8-1427هـ وهو تاريخ ترك منصب رئيس التحرير لأعود إليه بعض 5 سنوات للأسف ؟؟.
عكاظ.. للأسف
جميع الحضور بصوت واحد.. لماذا يا دكتور؟
أجاب الدكتور هاشم: أنا لا أريد أن أخيفكم من العمل الصحفي، بالعكس أريد أن أفتح شهيتكم وأقول حتى لا تفهموني خطأً العمل الصحفي هو المستقبل سواء للمواطن أو للوطن وحتى للمهنة، لكن المعاناة التي تحيط بالعمل الصحفي كبيرة جداً وهي متنوعة ومتعددة وحقيقة الإعلامي هو الذي يستطيع أن يحدد مصيره في أن يظل عاماً واحداً أو ثلاثين عاماً، دائماً أقول ليس هناك ما لا ينشر ولكن كيف يكتب، أستطيع أن أعالج وبمقدوري أن أنظر إلى النص والتحليل والتحقيق والخبر من عدة زوايا مهنية ودينية وأمنية وأخلاقية وإنسانية واجتماعية أيضاً، فأي عمل صحفي يعرض من جميع الزوايا بالتأكيد انه سيحصن الصحفي ويطيل استمراره في هذا الحقل، شرط أن يكون قادراً على معرفة ماذا يريد القارئ وهناك فرق بين ما يريده القارئ وبين ما يحتاجه.
وتابع: حقيقة بعد 27 عاماً من رئاستي لتحرير صحيفة عكاظ عايشت كثيراً كيف يمكن أن تزن وتفر بين رغبة القارئ ورغبة المسئول، بحيث لا نخسر أحدهما هذه معادلة في غاية الصعوبة فيها التعب النفسي والبدني، هذه المعاناة وجدت نفسي مرتاحاً على مدى 5 سنوات بعيداً عنها، فأن أعود إليها فهذا بالتأكيد مزعج ومؤلم ومتعب ولكنها المسئولية ولا يجد الإنسان خياراً أمام مطالب بتحمل المسئولية.
الإعلام الجديد
خالد الغامدي، طرح سؤالاً عن الإعلام الجديد وتأثيره على الإعلام التقليدي؟
أجاب: تناقص أعداد التوزيع أمر طبيعي في ظل زيادة مستخدم تقنية الانترنت، وهناك علاقة عضوية ونفسية وتراكمية بين الإنسان والورق ولا أعتقد أن الدول المتقدمة استطاعت إلغاء من الصحف المطبوعة مثل الواشنطن بوسط والديلي تلغراف ونيويورك تايمز وغيرها، وهناك صحف رجعت إلى الورقية ووسائل الاتصال الاجتماعي الجديدة تستطيع أن تجعل الفرد على تواصل مستمر مع العالم الخارجي ولكنها لا تستطيع أن توفر معلومات وافية لأنها توفر شرائح ومعلومات سريعة، وأعتقد أنها سوف تؤثر تأثيراً قوياً على الإعلام التقليدي ولكنها لن تنهي الحاجة إليه بأي حال من الأحوال.
مجلس الشورى
الطالب أبو طالب السيد، سأل عن دور مجلس الشورى في مناقشة الرياضة؟
على ما أذكر بأن المجلس لم يدرس أو يعالج أو يتبنى الشأن الرياضي بشكل كلي وشامل لأن دراسات المجلس كانت تقتصر على ما يأتي من أنظمة وتقارير، الذي سمعناه وتابعناه في الأسبوع الماضي بأن هناك بحثا ودراسة في هذا الجانب ولعلها تأخذ أكثر من منحى، وبرأيي حان الوقت لأن يتبنى المجلس الشأن الرياضي وأن يكون له فريق عمل أو لجنة للدراسة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.