|
الجزيرة - ندى الربيعة
أكَّد لـ(الجزيرة) السيد برتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى المملكة أن بلاده تحتل مرتبة عالية في الاستثمار داخل المملكة، حيث بلغت الاستثمارات بالمملكة 15 مليار دولار موزعة على عدة مشاريع وقطاعات كبيرة في مجال النفط والبتروكيماويات واستثمارات منوعة. وأشاد السفير الفرنسي في تصريحه بالمناخ الاستثماري بالمملكة قائلاً: إن بيئة الاستثمار في مختلف مناطق المملكة جاذبة ومحفزة للاستثمار وجلب رؤوس أموال خارجية كونها تنعم بالأمن والاستقرار، وأن الأوضاع في المنطقة العربية لم تشكل خطرًا على الأوضاع الاقتصادية في المملكة، بل ساهمت برفع نسبة ثقة المستثمرين الأجانب لديها.
جاءت تصريحات السفير الفرنسي عقب زيارة عدد من أعضاء المجلس السعودي الفرنسي برئاسة رئيس المجلس الأستاذ كامل المنجد لنظيرهم الفرنسي وذلك لعرض الفرص المتاحة وإنشاء شراكات جديدة من قبل الجانبين، كما شارك أعضاء مجلس الأعمال السعودي الفرنسي في المنتدى الاقتصادي الذي تقيمه الميديف في باريس والتقوا بعدد من رجال الأعمال في فرنسا.
وأضاف السفير الفرنسي أن الجانب الفرنسي يسعى للتركيز على الشركات ذات المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ليست لديها خلفية كاملة عن الإمكانات الموجودة والفرص التجارية المتاحة بالمملكة ومن هذا المنطلق ولدت لدى مجلس الأعمال السعودي الفرنسي فكرة الإعداد لزيارات دورية خلال العام لمدينة فرنسا وتتنوع بين المقاطعات والمدن الصغيرة بالإضافة إلى باريس.
وأشار إلى أن فرنسا تحتل المرتبة الأولى عالميًا في مجال السياحة، لذلك يوجد لدى الفرنسيين خبراء متخصصون وحريصون على الاستثمار في صناعة هذا القطاع والدخول للسوق السعودي لافتًا إلى أن منطقة جنوب المملكة تُعدُّ منطقة سياحية جاذبة للاستثمارات. ومن جانبه ذكر رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي بمجلس الغرف التجارية كمال المنجد أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا ازداد خلال الخمس سنوات الماضية بنسبة تصل لأكثر من 50 في المئة، مضيفًا بأنه وبحسب الدراسات فإن أكثر من 90 في المئة من الشركات المتوسطة والصغيرة التي لديها منتجات جيدة تكون خارج مدينة باريس العاصمة ولذلك مجلس الأعمال تنظم زيارات مستمرة لوفود من رجال الأعمال السعوديين لمدينة فرنسا والتركيز على زيارة المدن والمقاطعات الصغيرة ولسببين مهمين أولها لعرض الصورة الصحيحة عن المملكة وإعطاء معلومات قد تكون غير معروفة أو ناقصة لديهم عنها من حيث الجانب الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام وكذلك بناء علاقات تجارية وشراكات من خلال التعرف على منتجات الشركات المتوسطة والضعيفة التي غالبًا ما تكون ضعيفة من ناحية تسويقها، ولهذين السببين أردنا التركيز على المناطق والمدن الصغيرة.
وبالفعل نتج عن هذه الزيارات إقامة شراكات فعلية كإنشاء شركات ومصانع في المملكة أو كموزعين وكانت الإفادة للطرفين. قصد وفد مجلس الأعمال السعودي الفرنسي خلال هذه الزيارة مقاطعة النورماندي، حيث تُعدُّ المنطقة الصناعية الأولى والأكبر على مستوى الدَّولة وقام بزيارة لمدينة روان العاصمة، حيث أقام رئيس المنطقة الإداري حفل غداء حضره عمدة المنطقة والوفد السعودي وما يقارب 30 رئيس شركة فرنسية بالمنطقة وقدم الوفد الفرنسي عرضًا عن أنشطة الشركات الموجودة، كما استعرض الجانب السعودي أهم أنشطة الشركات المشاركة وبعد العروض تم التباحث بين الشركات من قبل الجانبين حول أطر إنشاء شراكات وكيفية التعاون فيما بينهم. تلا ذلك توجه وفد مجلس الأعمال السعودي إلى مصنع شركة (تكنيب) الذي يُعدُّ من أكبر المصانع في المنطقة والمتخصص في صناعة الليات البترولية التي تُعدُّ أرامكو من أحد أهم عملائهم واطلع الوفد على كيفية صناعتها والأجهزة الني تعدها وقدرة تحملها للضغط العالي. عقب ذلك وفي اليوم التالي قام الوفد السعودي بجولة في ميناء لوهافر بمدينة النورماندي الذي يُعدُّ ثاني أكبر ميناء مصدر في فرنسا ويستقبل سنويًا ما يزيد عن 40 في المئة من إجمالي واردات فرنسا من النفط الخام. ومن جانبه قال رجل الأعمال المهندس طارق خضر بأن الزيارة تأتي لتنشيط العلاقات فيما بين البلدين، حيث إن العلاقات التجارية هي أساس التعامل بين الدول منذ القدم وفرنسا تحتل المركز الثالث من بين دول العالم في الاستثمار بالمملكة ومن الضروري أن تستمر لمصلحة الطرفين.
فيما قال المهندس المعماري سمير باجنيد بأن الزيارات المستمرة لمثل هذه الدول المصنعة مهمة بالنسبة لنا لتطوير مجال أنشطتنا وزيارة المصانع للتعرف على منتجاتها الجديدة وأيضًا استقطاب مواد بناء حديثة ومطورة وخصوصًا فيما يتعلق بأنظمة المباني الذكية بجميع أنواعها من واجهات مبانٍ ومواد بناء داخلية، مضيفًا بأن السوق لدينا يعج بالمنتجات الصينية المستهلكة قصيرة العمر رخيصة الثمن ولا شك أن متوسط الأسعار في أوروبا مرتفع نوعًا ما، إلا أن هناك ضمانات أطول ومبانٍ تستحق صيانة أقل وهي منتجات مصنعة خصيصًا لتلائم مناخ المملكة ومنطقة الخليج.
عن جلب المصانع الأوروبية للمملكة بحيث توفر فرص عمل للسعوديين ونقل وتوطين المعرفة يقول باجنيد: إننا استطعنا استقطاب وكالات الشركات وأتوقع أن فكرة إقامة المصانع ستكون قريبًا وخلال السنوات القليلة القادمة سيتم إنشاء مصانع أوروبية في المملكة ذلك لأنَّها بيئة الاستثمار في المملكة ملائمة لإقامة هذه المشاريع. ومن جهته ذكر الدكتور رأفت سمان بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين كبير جدًا في قطاع الاتصالات ولا يعتقد أن الهدف من الزيارة هو ضخ أموال للمملكة بقدر ما هو التركيز على نقل التكنولوجيا الفرنسية والدول الأوروبية بشكل عام إلى المملكة، مضيفًا بأن لدى المملكة ما يكفي من السيولة ولكن تنقصنا التجارب والخبرات، ويضيف السمان بأن خطة المجلس لزيارة المقاطعات أعطتنا أفقًا أوسع لمعرفة شركات أكثر وتعريفهم كذلك بالسوق السعودي.