له منا ليلة ولنا منه كل الليالي ؛ نسهر ونسمر على ضوء قصيدة لمسافرٍ لم يكلَّ فلم يترجل، ولم يملَّ لنرتحل، وقرأناه ظل غيمة وبريق نجمة وإغفاءة حلمٍ لذيذ جناحاه امرأةٌ فاتنةٌ ووطنٌ سماء، وحين يخصص له نادي الرياض مساءً مورقًا بعرّافه وبأسائه وأشلائها وعينيها فلكي يعيد للشعر الجميل سيده المبدع الذي يتوارى عن المنابر والمقاعد الأمامية مكتفيًا بالحضور العابر في المحافل ومطمئنًا إلى استقراره في الذاكرة الثقافية الأصيلة.
ومن يعرف مسافرًا الشاعرَ بكل جماله فلن يكفيه إعجاب الإمتاع والإبداع حين يتحلى شخصيته النادرةَ بما فيها من طيبةٍ ومروءةٍ وتواضعٍ ونقاء وتسامحٍ وتصالحٍ مع ذاته ومع الآخر ؛ عافًا عن الانتقاد، ملتمسًا الأعذار، ساعيًا للخير، منكرًا لذاته، وما بالغ الوصفُ بل ما بلغ ؛ ليبقى وجوده إضافةَ قيمةٍ إنسانيةٍ وثقافيةٍ في زمنٍ ندرت فيه الرموز المتكاملة بأبعادها الذاتية والعطائية....
لك كلُّ ليالينا يا أبا محمد
- عن المجلة الثقافية
ابراهيم عبد الرحمن التركي