بريدة - سلطان المهوس

بين دعوة الصلاة على الهابط إلى دوري الأولى وإعلان سقوط نادي التعاون مغشيا عليه ينتظر الموت والزحف الجماهيري يوم الجمعة لأخذ الثأر بالنسبة للرائديين يقابلها توجس تعاوني وتحد بأخذ فرصة البقاء رغما عن الرائد وجماهيره.. بين ذا وذاك تعود وتيرة الصراع التاريخي بين الجارين اللدودين (كرويا) الرائد والتعاون لتدخل دائرة المراقبين لكن هذه المرة بصراع يأخذ حيزا أكبر بعد أن زادت مساحة التقنيات التي تقلب شظايا الصراع في كل دقيقة تقريبا ما بين الواتس اب والتويتر والفيس بوك والمنتديات والتعليقات والإعلام المرئي والمقروء والمسموع في حالة فريدة لم يشهدها تاريخ لقاءات الفريقين من قبل..!!

الرائد الذي نجا من الهبوط قبل نهاية الدوري بثلاث جولات يتذكر عشاقه كيف كان رئيس نادي التعاون الأسبق عبد الرحمن السكاكر يتغنى قائلا: هبط .. هبط.. قاصدا نادي الرائد عندما هبط لدوري الدرجة الثانية وتناقلت مقاطع الفيديو كيف كان السكاكر منتشيا بهذا الهبوط المرير للرائديين وهو ما تبعه تعليقات وأناشيد وسخرية ممتدة جعلت الرائديين يحسبون الثواني لعودة مثل مناسبة مباراة الغد ويعتبرونها ميدان الثأر التاريخي ..!!

في الجانب الآخر حفر التعاون قبر موقفه بيده بعد أن ظهر بحال مزرية في آخر سبع جولات من الدوري ليتحول من حصان أسود وفريق فنان إلى مصارع على الهبوط وليكمل مسلسل تقهقره أمام الفتح في مباراة المصير قبل الأخير عندما قدم واحدة من أسوأ مبارياته وكأنه يقول سآخذها عنوة أمام الرائد وأمام العالم أجمع..!!

في مثل تلك المواقف تبدأ لغة التكتيكات النفسية والحرب الجماهيرية العشواء التاريخية فما بين تسريبات شراء ذمم اللاعبين بالأموال إلى التصاريح الإعلامية المثيرة بينها تدخل لغة المكافآت والمزايا سعيا للفوز ولا غيره إذ يترتب على نتيجة اللقاء دمار شبه كامل للاعبين حرقتهم لغة التشكيك بهم والشواهد معروفة..!!

التعاونيون يراهنون على جماهيرهم وصحوة لاعبيهم وتماسك شرفييهم برغم ظروفهم التدريبية الصعبة التي ساهمت بإقصاء عدد من المدربين بالتتابع ويسعون لعدم تكرار نتيجة لقاء الذهاب الذي انتصر فيه جارهم الرائد..!!

الرائديون يتراقصون فرحا بتوقيت المباراة ويعتبرونها الفرصة السانحة للقضاء على خصمهم اللدود خصوصا وأن لاعبيهم سيلعبون بارتياح نفسي كبير إذ لا ضغوط عليهم ولا هواجس للبقاء الذي تحقق قبل النهاية بثلاث جولات.

خماسية الفريق الأهلاوي في مرمى الخوجلي وانهيار الدفاع الرائدي أعطى وميض أمل كبير للتعاونيين بهشاشة الفريق الأحمر وقدرة لاعبيهم على تخطي الاختبار بسهولة فيما الرائديون يعتبرون معالجة الفريق وإراحة اللاعبين كانت سببا بالخماسية المثيرة، معلنين التحدي والحرص على إسعاد الجماهير..!!

الجماهير التي ستحضر ستحتفل قبل المباراة بساعات بنماذج مثيرة وطريفة وحماسية من التعليقات الجماهيرية ستزداد وتيرتها قبل اللقاء بربع ساعة وستنفجر مع إعلان دخول اللاعبين للملعب بينما تكون قنبلة التعليقات حاضرة عندما يسجل أحد الفريقين هدفا مبكرا يلهب المباراة ويشعلها بشكل غير طبيعي..!!

هبط هبط .. قاعدين ليه ماتقومو تروحو.. غصبا عليكم جبناها.. اولى اولى اولى... من ورا خشمك يالاحمر.. عبارات وتعليقات ونكات وطرائف تصل لحد التصاميم الرمزية الإلكترونية تأكيدا على حجم الضغط النفسي الذي بدا منذ خمسة أيام ولن ينتهي سوى بعد شهور فالتعليقات لن تتوقف..!!

الضحية هنا مدينة بريدة التي ربما تفقد التعاون بجماهيره الكبيرة كما فقدت قبل فترة الرائد بجماهيره المثيرة حيث لم تستطع هذه المدينة المصنفة ضمن أكبر مدن المملكة بتعدادها السكاني الذي يصل لمليون نسمة أن تعيش دون أن يكون لطعم التحدي بين الناديين نكهة ورونقا آخر المؤلم أنه يخرج أحيانا خارج قواعد لعبة التحدي مما يعطي انطباعا سيئا عن تاريخية الإنسان في هذه المدينة التاريخية لاسيما وأن الرائد والتعاون حققا طفرة لمنطقة القصيم من الناحية الكروية وجعلاها أحد أكثر المناطق المؤثرة رياضيا بنجومها وتعداد جماهير الناديين وبإثارتهما التاريخية..

رائد التحدي يرغب في إكمال ما تبقى من آمال لجاره السكري ليلحقه بدوري الأولى متخلصا من مجاورته بالدوري بينما التعاونيون برغم الهم لوضع الفريق يسترجعون صورة عزيمتهم وثقتهم بلاعبيهم والأكيد أنهم سيلعبون على الدور النفسي كثيرا للخروج من نفق الرائد المظلم..

في حال الرائد والتعاون يصعب أن تصنف نفسك محايدا فعليك أن تختار .. الرائد.. أم التعاون.. هكذا قدر من يريد الحديث عنهما بينما هنا نصف الحال لقرائنا ولهم حق الاختيار بين نار الثأر الرائدية وعزيمة التعاون التاريخية .. المقاييس تختلف والوعد هو الملعب الذي يحتاج لطاقات من الحشود للتنظيم وضمان خروج آمن وسلس لكل الجماهير ..!!

شائعات كثيرة ستخرج قبل وأثناء وبعد المباراة وتأكيدات ومعلومات ممررة هي جزء من التكتيكات المعتادة والسؤال .. من يبكي نصف بريدة ومن يضحك نصفها الآخر؟