يطل اليوم علينا سلطان بجوده، يدعم الفروسية ورجالها، بوقفته الدائمة معهم، فيبهج القلوب، ويشرح الصدور، عطاؤه غمام هاطل وغيث متواصل، وهو مورد عذب ونهر دفاق، وبحر فياض، ينابيع الجود تتفجر من أنامله، له في كل عام يد بيضاء، ولا يمنعه عطاء يومه عن عطاء غده، فقد أخذ المكارم من سمائها وأرضها، وورث الجود من أصله ومحتده، مثله في الناس قليل، وهو من سلالة معشر لهم لواء الكرم معقود.
تشرئب أفعال الخير إلى عطائه، وتتنافس في مضمار جوده، له في كل عام عطاء، وعطاء يومه خير من عطاء أمسه، لا يرد سائله، ولا يخيب طالبه، سخاؤه عن طيب نفس، ورحابة صدر، ويرى إنفاقه من أكبر الغنائم.
سلطان الجود تنهمر سحائب جوده على ملاك الخيل، فتقف الألسنة عاجزة عن الشكر، وتجف الأقلام قاصرة عن الثناء ولا يزيده عطاؤه إلا عطاء، ولا دعمه إلا ثناء، يستمد الجود من جوده جوداً، ومن كرمه وجوداً.
بدأ الندى وأعاده فيهم وكم
من مبدئ للعرف غير معيد
* إبراهيم العطاالله