|
جازان - جبران المالكي:
في مشهد يتكرر كل عام احتجزت الأمطار والسيول السكان والعابرين إلى مركز عثوان وقرى آل سعيد لساعات طويلة، وواجه السكان ساعات عصيبة وهم يحاولون الصعود إلى منازلهم نتيجة الانهيارات الصخرية التي ملأت الطريق. وقد جرفت السيول التربة، وتحول الطريق إلى جحيم، رغم محاولة الشركة المنفذة للطريق إعادة فتحه.
السيول احتجزت العابرين خلف المزلقانات، وجرفت الأسفلت في الطريق الواقع داخل وادي الجوة، الذي تُرك دون حماية من مياه السيول، على الرغم من مرور أكثر من 5 سنوات على إنشائه، وامتلأت العبارات الصغيرة بالتراب، وأصبح منسوب التربة أعلى منها؛ ما افقد السكان أهميتها والهدف الذي أنشئت من أجله، فيما لا تزال الأخطاء تتكرر بإنشاء عبارات صغيرة مشابهة لمواجهة السيول المتدفقة من أعالي الجبال، ولم تُجدِ اعتراضات السكان وشكاواهم أو حتى تقارير الدفاع المدني بالمحافظة التي ترى ضرورة إنشاء جسور وعبارات كبيرة لمنع احتجاز السكان والعابرين إلى مركز عثوان، وتسهيل الطوارئ وأداء عمل على الفرق.
السكان ينادون ويستغيثون ويرددون «تعبنا، ولا نعلم إلى متى تبقى معاناتنا في ظل المعدل البطيء الذي يسير عليه العمل في الطريق، والذي شارف على أربع سنوات، وانتهاء الفترة المحددة لعمل الطريق والتمديد لمدة عام حسب اللوحة التي توضح ذلك المعلقة في بداية الطريق، وما زالت الأمور لا تبشر بخير على المدى القصير».
أكثر من عشرة آلاف مواطن يتضررون من بطء العمل وعدم إنهاء الطريق؛ كونهم لا يجدون بديلاً للعبور من خلاله، وظلوا أربع سنوات جميعها في معاناة، يرون أنها السبب الرئيس في اضطرارهم إلى استبدال سيارات الدفع الرباعي بسياراتهم، ومع ذلك أصبحت غير مجدية.
المواطنون يناشدون الجهات المعنية وهيئة مكافحة الفساد الوقوف على طريقهم المنفَّذ داخل الوادي الذي تحول إلى مجرى للسيل، والعبارات التي نُفّذت بطرق لا تحميهم من السيول، أو تلك التي ما زالت تنفّذ، والتعنت في إنهاء عمل الطريق الجبلي الذي دعمته الدولة - حفظها الله - بمبالغ طائلة، ولم ير لها المواطن نتائج تُذكر.