|
الجزيرة - نواف المتعب:
يدفع فقدان الثقة في العملات كاحتياطي في ظل المخاطر الذي عاشها الاقتصاد العالمي في 2008م إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات التي تنتهجها الحكومات من خلال البنوك المركزية للبحث عن ملاذ آمن غير العملات ومن هذه الحلول يظهر شراء الذهب كخيار والذي قد يكون متاحاً بشكل أكبر في الدول النامية. وفقاً للتقرير الصادر مؤخراً من مجلس الذهب العالمي تمتلك الدول العربية مجتمعة 1174طنا ، فيما تستحوذ المملكة من هذا الإجمالي على 322.9 طن لتحتل المرتبة السادسة عشرة عالمياً والأولى عربياً.
وحول ذلك أشار البروفيسور محمد إبراهيم السقا أستاذ الاقتصاد بجامعة الكويت إلى أن توجه البنوك لشراء الذهب هو توجه حديث نسبيا بعد أن كانت البنوك المركزية في التسعينيات من القرن الماضي وبداية الألفية تبيع الذهب، وقد تكثف هذا التوجه في أعقاب الأزمة المالية العالمية وتراجع قيمة الدولار كعملة الاحتياط الدولية الرئيسية ، الأمر الذي دعا البنوك المركزية في بعض الدول إلى محاولة تنويع احتياطياتها لتقليل المخاطر التي يمكن أن تلحق بها نتيجة تراجع قيمة الدولار، وبسبب ميل الذهب نحو الارتفاع بشكل مستمر خلال العشر سنوات الماضية.
وأضاف لـ» الجزيرة « بأن الدافع الأساسي لتوجه البنوك المركزية لشراء الذهب هو إحداث قدر أكبر من التوازن في احتياطيات هذه البنوك بين الأصول الاحتياطية المختلفة من نقد أجنبي وسندات حكومية وذهب بصفة خاصة في البنوك المركزية للدول الناشئة مثل الصين والهند وغيرها، ذلك أن نسبة ما تحتفظ به هذه الدول من ذهب إلى مجموع احتياطياتها يمثل نسبة صغيرة جدا مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة أو معظم الدول الأوروبية، وعلى سبيل المثال فإن نسبة ما يحتفظ به البنك المركزي الصيني من ذهب لا يتجاوز 1.8% من إجمالي احتياطياته، بينما تصل نسبة احتياطيات الذهب الإجمالي احتياطيات الولايات المتحدة حوالي 77%، ومن الواضح أن الفارق بين الدولتين يعد رهيبا، وقال: تسعى الصين إلى رفع نسبة الذهب الإجمالي احتياطياتها لتكون عند مستوى يليق بوضعها التجاري الدولي الجديد.
وحول المخاطر من جراء هذا التوجه أشار البروفيسور السقا إلى أن من أبرز المخاطر التي يمكن أن تلحق بهذه البنوك المركزية هي أنها تشتري الذهب عند مستويات مرتفعة جدا للأسعار، نظرا لأن الذهب يعيش حالة فقاعة سعرية وفقا لأغلب المحللين في العالم اليوم، وأنه مع تراجع أسعار الذهب بعد حدوث الاستقرار الاقتصادي في العالم فسوف تخسر هذه البنوك المركزية الفارق بين سعر الشراء اليوم وسعر الذهب في المستقبل.