اعتاد الكُتاب في صاحبة الجلالة أن تمتد يد الرقيب ومقصه لكلماتهم بالتعديل والحذف أو منع المقالة بالكامل من النشر، أما الكتب التي يتم منعها، فهي التي يزداد الطلب عليها عادة بين القراء.
وفي مجال الفنون البصرية (أستثني الإعلانات بطبيعة الحال)، قليل من عانى من (مقص) الرقيب أو من جرب منع عمله من العرض، خصوصا وأن الممنوع في هذا المجال واضح وهو (العري) أو (الرموز الدينية)، أما الرمزية السياسية فلم يمر عليَّ عمل فني يتناولها وقت معاصرتي للمعارض خلال تنظيمها مع عدة جهات على مدى 17 عاماً، بل إن تناول المواضيع السياسية في (تاريخ الفن السعودي) حالة نادرة بين أعمال الفنانين، أو يكون التناول للمواضيع التي تحدث (بعيداً) لا محلياً.
وقد شدني خبر منع عدد من الأعمال من العرض في معرض (فن دبي) (Art Dubai) نظراً لما تحمله من تجاوز -بحسب المصدر- لم ترض عليه الجهة المنظمة، حيث ارتبطت هذه الأعمال بالربيع العربي بطريقة غير مناسبة للعرض لما تثيره من رمزية ومعان.
وحين اطلعت على هذا الخبر، بدأت أتساءل: هل سيكون لدينا أيضاً مقص رقيب في مجال الفنون البصرية؟ أليست الرمزية في مجال الفنون وسيلة لتمرير ما نريد قوله؟ أم أنها بالأحرى تفسيرات تُعنى بالمتلقي لا بالفنان، فينطق العمل بما في داخل الرائي، حتى وإن اختلف ذلك عن قصد وفكر المُبدع المُنتج؟ أم أن زمن الانفتاح والحرية في التعبير المتزايد سوف يلغي هذه المرحلة في مجال يُعدّ بذاته مجالاً وليداً لدينا، مما يمكنه من الظهور والنمو في محيط مناسب للتعبير؟
أسئلة عديدة أطرحها على نفسي -وعليكم اليوم- حول حرية التعبير، في الوقت الذي لا نزال نسأل أيضاً عن موضوع حُكم رسم الكائن الحي من الناحية الدينية، خصوصاً بعد ثورة التصوير الضوئي بالرغم من الفتاوى التي حرمتها في وقت ما!
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan