الدعوة إلى تيسير قواعد النحو وتنمية السليقة اللغوية عند الناشئة أمر في غاية الأهمية والتجديد في تعريب النحو تيسيره، ونلاحظ اليوم هجمة شرسة على النحو وقواعده، وهناك جهود للدارسين والباحثين تتمثَّل في تجديد النحو وتيسيره ويبرز من خلال ذلك أن ثمة إجماعاً على ضرورة تيسير النحو وتذليل أصوله وقواعده على النحو الذي يقرّبه من أذهان الطلاب بعيداً عن التعقيد والجنوح إلى التعليلات التي لا تجدي نفعاً في تحقيق الهدف من دراسة النحو. منذ سنوات صدر كتاب لمؤلفه شريف الشوباشي رأيته في معرض الكتاب في القاهرة في عام 2004م ينادي فيه بإلغاء المثنى وحركات الإعراب ونشر العاميات وغيره كثير ممن يدّعون صعوبة النحو ويدعون إلى تيسيره، ومن المعروف أن علماء اللغة قديماً كابن مضاء والجاحظ وعلماء الكوفة والبصرة وغيرهم من المختصين ألفوا كتباً حاولوا فيها أن ييسروا النحو منهم الدكتور مصطفى جواد الذي كتب كتاباً بعنوان وسائل النهوض باللغة العربية وتيسير قواعدها، وكذلك الأساتذة حنفي ناصف وإبراهيم مصطفى وعلي الجارم وأمين الخولي ومهدي المخزومي وعبد المتعال الصعيدي الذي ألَّف كتاباً عنوانه (النحو الجديد) تناول فيه بالدراسة والنقد محاولات عديدة لتجديد قواعد النحو، وكذلك الأستاذ عباس حسن في كتابه (النحو الوافي) حول التيسير، والأستاذ عز الدين التنوخي وشوقي ضيف لهم جهود في العمل على تجديد النحو وتيسيره، ومحمد بهجة الأثري الذي يرى أن اهتمام النحويين القدامى بالتخريجات والتعليقات، حيث وضعوا بذلك عوائق عديدة. إن اللغة العربية تواجه اليوم تحدياً كبيراً ومن الواجب التجديد والاجتهاد في النحو حتى ننقذ اللغة مما تتعرض له الآن وأن يوفّق الله جهود الدارسين والباحثين من علماء اللغة العربية حول هذه القضية المهمة نحو تيسير النحو وتذليل صعوباته وتقريبه من أذهان الطلاب الذين يشتكون من صعوبته وحذف ما يستغنى عنه والحفاظ على أصوله العريقة وبذلك تبقى للغتنا العربية حيويتها ويتجدد شبابها على مدى الأيام، فهي تتسع للآلاف من المصطلحات في كل علم وأدب وفن، وأن يعود شأنها المرموق والمنشود وأن نكون خير قوّامين على لغتنا العربية المجيدة.
عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية