تناولت بعض الصحف خبراً جميلاً ورائعاً مفاده «خلال افتتاحه معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس الأول الثلاثاء، دشن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بوابة المكتبات السعودية على شبكة الإنترنت، التي تُشرف عليها إدارة مركز الفهرس العربي الموحد بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة».
والجميل في ذلك هو ما سيجنيه الباحثون والمختصون والمستفيدون من المعلومات الرقمية في مجال المكتبات، التي تم حصرها فيما أورده هذا الخبر «في قاعدة قياسية واحدة، بما يسهل مهمة الباحثين والدارسين للبحث عن جميع مصادر المعلومات في فروع المعرفة كافة». وأضاف: «البوابة التي كانت تمثل حلماً طال انتظاره لكل الباحثين بُنيت على أساس تعاوني بالتنسيق بين المكتبات الأعضاء بالفهرس العربي الموحد، بما يتيح موردًا معلوماتيًّا متكاملاً في شتى مجالات المعرفة الإنسانية، وفي جميع مصادر المعلومات.. إن البوابة الإلكترونية تضم في عضويتها جميع المكتبات السعودية الحكومية، ومكتبات الجامعات والمكتبات العامة والمكتبات المدرسية، التي تحوي كثيرًا من الكنوز المعرفية في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية. مشيرًا إلى أن البوابة تقدم خدماتها للباحثين والدارسين من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى جمهور القراء من طلاب العلم ومنسوبي المكتبات، التي تشمل استرجاع تسجيلات أوعية المعلومات، تبعاً لاحتياجاتهم المعرفية، وتحديد أماكن وجودها وأرقام استدعائها آليًّا».
كان هذا مقتطفاً من الخبر الذي نُشر، وهو كلام لا أشك في مدى فائدته؛ لأنه صحيح. لكن مشكلتنا في العالم العربي أولاً أننا نمجد فعلنا للأعمال، ولا نعطي الأعمال في ذاتها حقها من الوفاء. وثانياً: أن العالم الافتراضي والإنترنت ما زالا يقبعان بعيداً عن مخيلات بعضنا، أو ينظر البعض إلى أن الإنترنت جميلة للكلام عنها ووصفها على أنها شيء بعيد مثل المريخ وخلافه، دون اعتقاد وممارسة حقيقية لمفهوم الإنترنت؛ لأنها تظل كما هي في اعتقادهم مجالاً للتحدث عنها والتباهي، أو من ضروريات الحياة كشعار فقط. وحتى أوضح لكم هذا الواقع الأليم فإن الخبر المذكور سابقاً، الذي محصلته ونتاجه هو توافر الإنترنت بالمكتبات، هذا الخبر لم يتضمن أي عنوان أو رابط في الإنترنت لبوابة المكتبات السعودية التي تم تدشينها.
م. محمد الشريف